صلى الله عليه وسلم: شراك من نار أو شرا كان من نار. أخرجه الشيخان وأبو داود وهذا لفظه (١).
(ومنهم) من تحبس روحه في الأرض ولا ترفع إلى الملاء الأعلى لأنها كانت روحا سفلية أرضية، والأنفس الأرضية أتتداوى لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها ومحبته وذكره والأنس به والتقرب إليه لا تكون بعد المفارقة ليدنها إلا في الأرض. كما أن النفس العلوية أتتداوى كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله وذكره والتقرب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها فالمرء مع من أحب في البرزخ ويوم القيامة.
(ومنها) أرواح تكون في تنور الزناة والزوانى. وارواح في نهر الدم تسبح فبه وتلقم الحجارة، ومن تأمل الآثار في هذا الباب عرف أن الأرواح على اختلاف محالها وتباين مقرها لها اتصال بأجسادها في قبورهم ليحصل للجسم من النعيم والعذاب ما كتب له. وأن لها شأنا غير شأن البدن، وأنها مع كونها في الجنة فهي في السماء وتتصل بالبدن في القبر وهى أسرع دووي حركة وانتقالا وصعودا وهبوطا (وهى) تنقسم إلى مرسلة ومحبوسة وعلوية وسفلية ولها بعد المفارقة صحة ومرض ولذة ونعيم والم أعظم مما كان لها حال اتصالها بالبدن وما أشبه
(١) انظر ص ٤٧٣ ج ١١ فتح البارى (هل يدخل فى الأيمان والنذور الأرض والغنم الخ) وص ٢٨ ج ٢ نووى (غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون) وص ٢٠ ج ٣ عون المعبود (تعظيم الغلول) والمراد بالأموال المواشى والعقار والنخيل (فوجه) أى توجه (نحو وادى القرى) موضع قرب المدينة به يهود (ومدعم) بكسر فسكون ففتح أهداه للنبى صلى الله عليه وسلم رفاعة بن زيد (والشراك) بكسر الشين السير يكون فى النعل على ظهر القدم. وفيه تنبيه على عاقبة من خان فى الغنيمة ونحوها ولو فى اليسير.