قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا الصالح الخير عثمان بن مظعنون فبكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: مهلا يا عمر. ثم قال: ابكين وغياكن ونعيق الشيطان، ثم قال: إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان. أخرجه أحمد وفى سنده على بن زيد وهو ثقة وفيه مقال (١). {
٣٦٦}
(وعن) سالم أبي النضر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان ابن مظعون وهو يموت، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فسجى عليه وكان عثمان نازلا على أم معاذ الأنصارية قالت: فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبا عليه طويلا واصحابه معه ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١) انظر ص ١٢٩ ج ٧ - الفتح الربانى (الرخصة فى البكاء من غير نوح) وص ١٧ ج ٣ مجمع الزوائد (ما جاء فى البكاء) (وقالت امرأته) وفى رواية البخارى أن أم العلاء امرأة من الأنصار - كان يسكن عثمان فى بيتها وتوفى فيه - فقالت نحو ذلك. وقالته أيضا أم معاذ الأنصارية كما فى رواية الطبرانى التالية فيحتمل أن الكل شهدن له بذلك: و (نظر غضب) إنما غضب صلى الله عليه وسلم لأنها أخبرت بإمر مغيب لا يعلمه لعبد الرزاق: فوالله ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم. وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لقوله تعالى " قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم " وكان ذلك قبل نزوله قوله تعالى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " لأن الأحقاف مكية وسورة الفتح مدنية .. وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول من يدخل الجنة فيحمل الإثبات فى ذلك على العلم المجمل، والنفى على الإحاطة من حيث التفضيل. انظر ص ٧٤ ج ٣ فتح البارى (الدخول على الميت) و (يضربهن ٩ الظاهر أن بكاءهن كان بصوت غير موتفع فنهاهن عمر حتى لا يجر الى النباحة فإمره النبى صلى الله عليه وسلم بتركهن مبينا عذرهن من النياحة بقوله وإياكن ونعيق الشيطان.