= دخلوا عليه قالوا السلام عليكم فقال الرهط من المشركين: ايها الملك ألا ترى أنا صدقناك إنهم لم يحبوك بتحيتك التى تحيا بها فقال لهم الملك: ما منعكم أن تحيونى بتحيتى؟ قالوا إنا حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة - وقد اتفقوا على أن يقولوا الصدق، وكان المتكلم عنهم جعفر بن ابى طالب - فقال لهم النجاشى ما هذا الدين الذى فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا فى دينى ولا دين أحد من الملل؟ فقال جعفر: ايها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسئ الجوار وياكل القوى منا الضعيف حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته بصدق فدعانا لتوحيد الله وأن لا نشرك به شيئا ونخلع ما كنا نعبد من الأصنام وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش: وقول الزور وأكل مال اليتيم وأمرنا بالصلاة والصيام - وعدد عليه أمور الإسلام - فآمنا به وصدقناه وحرمنا ما حرم علينا وحللنا ما أحل لنا فتعدى علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان. فلما قهرونا وظلمونا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك. فقال النجاشى: هل معك مما جاء به عن الله شئ؟ قال نعم فقرأ عليه (سورة مريم) فبكى النجاشى واسافقته، وقال النجاشى: إن هذا والذى جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة انظلقا والله ما أسلمهم إليكما أبدا. فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدا بما يبيد خضراءهم فقال له عبد الله بن ابى ربيهة - وكان أتقى الرجلين - لا تفعل فإن لهم أرحاما. فلما كان الغد قال غمرو للنجاشى: إن هؤلاء يقولون فى عيسى بن مريم قولا عظيما فارسل النجاشى فسالهم عن قولهم فى المسيح فقال جعفر: نقول فيه الذى جاءنا به نبينا: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته القاها الى مريم العذراء البتول فأخذ النجاشى عودا من الأرض وقال: ما زاد على ما قاله عيسى مثل هذا العود. فنخرت بطارقته (أى تكلمت مع غضب ونفور) فقال وإن نخرتم. وقال للمسلمين اذهبوا فأنتم آمنون ما أحب أن لى جبلا من ذهب وإننى آذنت رجلا منكم ورد هدية قريش. وقال /اأخذ الله الرشوة منى حتى آخذها منكم ولا أطاع الناس فى حتى أطيعهم فيه. وأقام المسلمون بخير دار. وكتب =