للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فقال حتى يتشاور الناس .. فقال بعضهم لئن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ولم يم خليفه بعده لم يؤمن الاختلاف وفساد الأمة فاخذ الاشتر بيده فبايعوه ثم أرسل إلى طلحه والزبير فبايعاه واستاذناه في العمرة وخرجا الى مكة فلقيا عائشة وعبد الله بن عامر - كان عاملا على البصره لعثمان - ويعلى بن أمية - كان عاملا له على اليمن - واتفقوا على المطالبة بدم عثمان حتى يقتلوا قتلته (قال) عوف الأعرابي: لما قتل عثمان وكان يعلى قدم حاجا فأعان طلحة والزبير باربعمائة الف وحمل سبعين رجلا من قريش واشترى لعائشة جملا يقال له عسكر بثمانين دينارا. أخرجه عمر بن شبية (انظر ص ٤٢ ج ١٣ فتح البارى) واجتمع بمكة خلق من سادات الصحابة وأمهات المؤمنين فقامت عائشة رضى الله عنها في الناس تخطبهم وتحثهم على المطالبة بدم عثمان وذكرت انه قتل ظلما في بلد حرام وشهر حرام فاستجاب الناس لها وساروا معها في آلف فارس من أهل المدينة ومكة قاصدين البصرة وتلاحق بهم آخرون فصاروا ثلاثة آلاف. وقد مروا في مميرهم ليلا بماء الحويا (بفتح فسكون) فنبحتهم كلاب عنده فقالت اى ماء هذا؟ فقالوا الحوبا. فقالت إنا لله وأنا إليه راجعون ما اظنننى الا راجعة قالوا ولم؟ قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بأحد كن تنبح عليها كلاب الحويا؟ أخرجه احمد والحاكم بسند على شرط الصحيح (انظر ص ٤٢ ج ١٣ فتح البارى) فقال لها عبد الله بن الزبير. إن الذى أخبرك أن هذا الماء ماء الحويا قد كذب: فارتحلوا نحو البصرة فأما اقتربوا منها كتبت الى الاحنف بن قيس وغيره من رءوس الناس انها قدمت فبعث عثمان بن حنيف- عامل على على البصرة - عمر أن بن الحصين وأبا الأسود الدؤلى اليها ليعلما ما جاءت له فأما قدما سألاها ما جات له فذكرت أنها جاءت تطالب بدم عثمان وقالا لطلحة والزبير ما اقدمكها؟ فقالا: الطلب بدم عثمان فرجع عمران وابو الأسود إلى عثمان بن حنيف فقال أبو الأسود:
يا ابن الأحنف قد أتيت فانفر وطاعن القوم وجالد واصبر
واخرج لهم مستلما وشمر
فصمم عثمان بن حنيف على منعهم من دخول البصره حتى يحضر على رضى الله عنه ونادى في الناس يامرهم بالاستعداد للقتال فقام رجل فقال ايها الناس: إن كان هؤلاء القوم (يعنى طلحة ومن معه) جاءوا خائقين فقد جاءوا من بلد يامن فيه الطير. وإن كانوا جاءوا=