ومعنى أخلصوا له الدعاء أى اجعلوه الدعاء له خالصا مقصودا به وجه الله تعالى سواء أكان الميت محسنا أم مسيئا، فإن العاصي أحوج الناس إلى الدعاء إخوانه المسلمين وأفقرهم إلى شفاعتهم. ولذا قدم بين أيديهم للشفاعة له ولا يكون الإخلاص إلا بصفاء الخاطر من الشواغل الدنيوية وبالخضوع بالقلب والجوارح. ويحتمل أن المعنى خصوا الميت بالدعاء وبه قال جمهور الشافعية، فيقول: اللهم اغفر له وارحمه، ونحوه، وأكثر الفقهاء على جواز تعميم الدعاء لما يأتي في الأحاديث.
(وحديث) أبي هريرة ليس نصا فيما قاله الشافعية، فلا يصح حجة لهم. ويكفى أقل الدعاء نحو: اللهم اغفر له (ويسن) كونه بعد الثالثة عند الحنفيين (لحديث) فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد. أخرجه أحمد والثلاثة والبيهقى والحاكم وصححه الترمذى (١). {٥١٩}
وهو واجب بعد التكبيرة الثالثة عند الشافعية والحنبلية، ولا دليل على تخصيصه بها واقله ما يقع به اسم الدعاء.
الدعاء المأثور: ولا يتعين فيه لفظ سوى أن يكون بأمور الآخرة وإن دعا بالمأثور فما أحسنه (وقد) ورد فيه أحاديث (منها) حديث عوف بن مالك رضى الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظنا من دعائه:
(١) انظر ص ٨ ج ٦ مسند احمد. وص ١٤٦ ج ٨ - المنهل العذب المورود (الدعاء) وص ٢٨٩ ج ١ مجتبى (التمجيد والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاة) وص ٢٥٣ ج ٤ تحفة الأحوذى (جامع الدعوات ٩ وص ٤٧ ج ٤ بيهقى وص ٢٣٠ ج ١ مستدرك