للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليست صلاة الجنازة مثل تلك في التعظيم بخلاف البناء لأن الجواز وتحمل المشي في أعلى العبادتين يوجب في أدناهما (١).

(فائدة) في الشهادة للميت وعليه: يجوز الثناء على الميت مطلقا (٢)، ويجوز ذكر مساوئ المنافق والمجاهر بالفسق والبدعة للتحذير من طريقهم والتنفير من التخلق بأخلاقهم (لقول) أنس: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت. فقال عمر: فذاك أبي وأمي، مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقلت وجبت ثلاثا، ومر بجنازة فاثنى عليها شرا فقلت وجبت ثلاثا؟ فقال: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن اثنتيم عليه شرا وجبت له النار. انتم شهداء الله في الأرض ثلاثا. أخرجه أحمد والشيخان والنسائي والبيهقى (٣). {٥٨٥}

المخاطب في هذا الحديث الصحابة ومن على شاكلتهم من المؤمنين الصالحين.

(وروى) ثابت البنانى عن أنس قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم


(١) انظر ص ٣١٦ ج ١ بدائع الصنائع (ما تفسد به صلاة الجنازة).
(٢) أما الحى فإنه منهى عن الثناء عليه اذا افضى إلى الإطراء خشية عليه من العجب والفخر.
(٣) انظر ص ٤٠ ج ٨ - الفتح الربانى (ثناء الناس على الميت) وص ١٤٨ ج ٣ فتح البارى. وص ١٨ ج ٧ نووى. وص ٢٧٣ ج ١ مجتبى (الثناء) وص ٧٥ ج ٤ بيهقى (وجبت) فى رواية أحمد ومسلم: وجبت ثلاثا. وأنتم شهداء الله فى الأرض ثلاثا للتأكيد والاهتمام. والمراد بوجوب الجنة استحقاقها وثبوتها لذى الخير بمحض فضل الله تعالى، لأن الثواب من فضل الله تعالى والعقاب عدل منه. وذكر الثناء فى جانب الشر مشاكلة وإلا فالثناء لا يستعمل إلا فى الخير واستعماله فى الشر شاذ.