للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) الصحيح المختار أنه على عمومه وأن كل مسلم مات فألهم الله الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة، وإن لم تكن أفعاله تقتضيه فلا تحتم عليه العقوبة بل هو في خطر المشيئة، فإذا ألهم الله الناس الثناء عليه علمنا بذلك أن الله تعالى قد شاء المغفرة له، وبهذا تظهر فائدة الثناء (١).

وهذا في جانب الخير واضح (ويؤيده) حديث ثابت عن انس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ط ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأذنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تعالى: قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون ". أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم (٢). {٥٨٨}

(وأما) جانب الشر فظاهر الأحاديث أنه كذلك. لكن ذلك في حق من غلب شره على خيره. (ويؤيده) ما في حديث أنس قال: " كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فقال: ما هذه؟ قالوا: جنازة فلان كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها، فقال: وجبت وجبت وجبت. ومر بجنازة أخري قالوا: جنازة فلان كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها، فقال: وجبت وجبت وجبت. قالوا: يا رسول الله، قولك في الجنازة وجبت وجبت وجبت؟ فقال: نعم يأبا بكر، إن لله ملائكة تنظق على لسان بنى آدم بما في المرء من الخير والشر ". أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم (٣). {٥٨٩}


(١) انظر ص ١٩ ج ٧ نووى مسلم
(٢) انظر ص ٤٥ ج ٨ - الفتح الربانى (ثناء الناس على الميت).
(٣) انظر ص ٤٨ ج ٣ - الفتح الربانى (ثناء الناس على الميت).