للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدي به وإلى الآن (١). (وقال) الكمال بن الهمام: وأما التلقين بعد الموت فقيل يفعل لحقيقة: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. ونسب إلى أهل السنة والجماعة، وقيل: لا يؤمر به ولا ينهى عنه ولا شك أن اللفظ لا يجوز إخراجه عن حقيقته إلا بدليل (٢). (وقال) بعض الحنبلية ك لا يستحب التلقين بعد الدفن بل يكره وهو مشهور مذهب المالكية لأنه لم يعرف لدى السلف الصالح بل هو مبتدع حدث بالشام (قال) الأثرم: قلت لأبى عبد الله (بعنى الإمام أحمد) فهذا الذي يصنعون إذا دفن الميت يقف الرجل ويقول: يا فلان ابن فلانة اذكر ما فارقت عليه: شهادة أن لا اله إلا الله. فقال: ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة جاء إنسان فقال ذاك وكان أبو المغيرة يروى فيه عن أبي بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يفعلونه (٣). وأجابوا (أ) عن حديث " لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله " بأن التلقين حقيقة في المحتضر مجاز في الميت. ولذا قال ابن حبان وغيره: المراد بالميت من حضرة الموت. (ويؤيده) حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله. ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله ". أخرجه البيهقى في شعب الإيمان (٤). {٦٨٨}

(وحديث) زاذان أبي عمر قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة. أخرجه أحمد بسند جيد (٥). {٦٨٩}

(ويؤيده) أيضا ما رواه ابن حبان في الحديث بزيادة: فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه ما أصابه قبل ذلك.


(١) انظر ص ٣٠٤ ج ٥ مجموع النووى.
(٢) انظر ص ٤٤٦ ج ١ فتح القدير لابن الهمام.
(٣) انظر ص ٢٨٠ ج ٢ مغنى ابن قدامة.
(٤) انظر ص ٢٥٣ ج ٨ - المنهل العذب المورود (الشرح).
(٥) انظر رقم ٢٥٧ ص ١٩٦ (تلقين المحتضر)