للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقول) أسامة بن زيد: أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض بناته أن صبيا لها- ابنا أو بنتا- قد أحتضر فاشهدنا، فأرسل إليها يقرأ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب" أخرجه السبعة إلا الترمذي (١). {٧١}

... (وعن) جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول: "إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب" أخرجه البيهقي وقال: وقد روى معناه من وجه آخر عن جابر، ومن وجه عن أنس، وفي أسانيده ضعيف (٢). {٧٢}

(وقد) بلغ الشافعي أن عبد الرحمن بن مهدي ماتا له ابن، فجزع عليه عبد الرحمن جزعا شديدا، فبعث إليه الشافعي رحمه الله: يا أخي عز نفسك بما تعزي به غيرك، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك. واعلم أن أمض المصائب فقد سرور وحرمان أجر. فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب


(١) انظر ص ٨٩ ج ٨ - الفتح الرباني (تعزية المصاب) وص ١٠٠ ج ٣ فتح الباري (قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) وص ٢٢٤ ج ٦ نووي (البكاء على الميت) وص ٢٧٥ ج ٨ - المنهل العذب المورود. وص ٢٦٤ ج ١ مجتبي (الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة) وص ٢٤٨ ج ١ - ابن ماجه (البكاء على الميت) و (إن لله ما أخذ) أي أن العالم كله ملك لله، فلم يأخذ ما هو لكن، بل أخذ ما هو له عندكم عارية.
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن ترد الودائع
... (وما أعطى) أي له ما وهبه لكم وقدم الأخذ على الإعطاء وإن كان هذا سابقا لمناسبة المقام (فلتصبر) أي فلتتحمل مرارة فلقده بلا إظهار جزع (ولتحتسب) أي تدخر ثواب فقده والصبر عليه عند الله تعالى.
(٢) انظر ص ٦٠ ج ٤ بيهقي (ما يقول في التعزية من الترحم على الميت .. ). والحديث تقدم بأتم من هذا بهامش ص ١٦ ج ٧ - الدين الخالص (الموت).