للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزر؟ فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد نأى عنك، ألهمك الله عند المصائب صبرا وأحرز لنا ولك بالصبر أجرا. وكتب إليه:

إني معزيك لا أني على ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين

فما المعز بباق بعد ميته ... ولا المعزى ولو عاشا إلى حين

... أخرجه البيهقي (١).

... وكتب رجل إلى آخر يعزيه بابنه: (أما بعد) فإن الولد على والده ما عاش حزن وفتنة. فإذا قدمه فصلاة ورحمة، فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيع ما عوضك الله عز وجل من صلاته ورحمته (٢).

(وقال) أبو الحسن المدائني: دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في مرضه، فقال: يا بني كيف تجدك؟ قال: أجدني في الحق. قال: يا بني لأن تكون في ميزاني أحب إلى من أن أكون في ميزانك. فقال: يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب (٣).


(١) انظر ص ١٤٧ ج ٤ - الفتوحات الربانية على الأذكار النووية. و (عز نفسك إلخ) أي صبرها على مضض المصائب بما تصبر به غيرك من التأمل فيما ورد من الوعد بالثواب وحسن المآب لمن صبر واحتسب. و (أمض) بفتح الميم وشد الضاد: أي أشد المصائب واوجعها (فتناول حظك إلخ) أي خذ نصيبك من الأجر بجميل الصبر وحفظ اللسان عما لا يرضى الرحمن (وقد نأى) أي بعد (عنك) الثواب لجزعك.
(٢) انظر ص ١٤٨ ج ٤ أذكار. والولد (حزن) إن كان عاقا و (فتنتة) إن كان بارا. فإنه ربما يفتن بمحبته ويتقاعد عن الطاعات. قال تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم" سورة التغابن: آية ١٥ (فإذا قدمه إلخ) بشد الدال، أي إذا مات الولد قبله وأحتسب أجره عند ربه فهو له صلاة ورحمة. قال تعالى: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة" سورة البقرة: آية ١٥٧.
(٣) انظر ص ١٥٠ ج ٤ أذكار (وأجدني في الحق) أي الموت. فإن الحق يطلق على كل ثابت، سواء أكان عينا كالجنة أم لا كالموت.