للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما يغضب الكبير المتعال، وأن ذلك إسراف وتبذير حرمه الرب القدير وسوى بين فاعله والشياطين، قال تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا} (١).

ولو أنا شاهدنا رجلا يرمي درهما في البحر، لعددناه مجنونا، فكيف ومتعاطي الدخان قد رمى بماله وصحته في مكان سحيق. زد على ذلك إيذاءه لمن يتعاطاه سيما في مجامع الصلاة ونحوها. وهو مؤذ للملائكة الكرام البررة من أمرنا بإكرامهم.

(روى) جابر مرفوعا: "من أكل ثوما أو بصلا فليعتز لنا أو فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته" أخرجه الشيخان وأبو داود (٢). {٧٥}

ومعلوم أن رائحة الدخان إن لم تكن في النتن أقبح من البصل والثوم فهي لا تقل عنهما. (وقال) جابر: نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال: "من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس" أخرجه مسلم (٣). [٧٦]

(وعن) أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى" أخرجه الطبراني في الأوسط بسند حسن (٤). [٧٧]


(١) سورة الإسراء: أية ٢٧.
(٢) انظر ص ٢٣٢ ج ٢ فتح الباري (الثوم النئ والبصل والكراث) وص ٤٩ ج ٥ نووي (نهى من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو نحوها عن حضور المسجد .. ) وص ٣٦٠ ج ٣ عون المعبود (أكل الثوم) وتقدم تمام الكلام في أدلة حرمة الدخان بهامش ص ٣١٠ ج ٣ - الدين الخالص.
(٣) انظر ص ٤٩ ج ٥ نووي (نهى من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو نحوها عن حضور المسجد).
(٤) انظر رقم ٨٢٦٩ ص ١٩ ج ٦ فيض القدير للمناوي.