للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وحديث) عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها فإني سمعت


= (بكسر الراء، أي يسيل دمعها) ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة (بكسر فسكون، أي من غير تولية من النبي صلى الله عليه وسلم) ففتح الله تعالى له" أخرجه البخاري والنسائي (أنظر ص ٧٥ ج ٣ فتح الباري- الرجل ينعي الميت).
... (ويذكر) أن أبا بكر رضي الله عنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أصيب فلان ففلان" قال: حسبك يا رسول الله، فلو لم يقلها وتتابع القول لأصيبوا عن آخرهم (انظر ص ٣٩٣ ج ١ بهجة المحافل).
... (وحديث) عوف بن مالك الأشجعي قال: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، ورافقني مددي (أي رجل من المدد الذين جاءوا يمدون جيش مؤتة) من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددى طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدرق، ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يفرى بالمسلمين (يعني يفتك بهم، وهو كناية عن شدة نكايته بهم) فقعد له المدى خلف صخرة، فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه. فلما فتح الله على المسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه بعض السلب (بفتحتين وهو ما مع المقتول من فرس وسلاح) قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد، أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته. قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكها، أي لأجازيك بها حتى تعرف صنيعك هذا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يرد عليه (قال) عوف فاجتمعنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه قصة المددى وما فعل خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا خالد ما حملك على ما صنعت؟ قال: استكثرته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا خالد رد عليه ما أخذت منه. قال عوف: فقلت له دونك يا خالد (أي خذها كأنه وفاء له بما وعده) ألم أف لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ فأخبرته، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا خالد لا ترد عليه، هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره". أخرجه مسلم وأبو داود وهذا لفظه (انظر ص ٦٤ ج ١٢ نووي وص ٢٣ ج ٣ عون العبود (الإمام يمنع القاتل السلب إن رأي).