للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذه الأحاديث قالت الأئمة الأربعة والجمهور: يسن للرجال زيارة القبور على الوجه المشروع حملا للأمر على الندب. (وقال) ابن حزم: زيارة


= (أ) أنهما ما بلغهما الدعوة ولا عذاب على من لم تبلغه الدعوة لقوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" الإسراء: آية ١٥ - فلعل من سلك هذا المسلك يقول في تأويل الحديث: إن الاستغفار فرع تصور الذنب وذلك إنما يكون من المكلف. ومن لم تبلغه الدعوة (ب) غير مكلف فلا حاجة إلى الاستغفار له، فيمكن أن يقال: لا يشرع الاستغفار إلا لأهل الدعوة لا لغيرهم وإن كانوا ناجين.
وأما من يقول: إنهما أحييا للنبي صلى الله عليه وسلم فآمنا به فيحمل الحديث على أنه كان قبل الإحياء.
(جـ) وأما من يقول إن الله تعالى يوفقهما للخير والامتثال عند الامتحان يوم القيامة فيقول: لا داعي للاستغفار لهما قطعا. فاتضح وجه الحديث على جميع المسالك (انظر ص ٢٨٦ ج ١ السندي على المجتبي).
هذا: وأم النبي صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة. توفيت وهو ابن ست سنين بالأبواء فهي من أهل الفترة.
(وقد) اتفق العلماء على أن من مات قبل البعثة ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيا. وإنما بكى النبي صلى الله عليه وسلم لتذكر الآخرة وعدم إدراك أمه أيامه. هذا وقد ورد أدلة كثيرة صريحة في أن آباءه صلى الله عليه وسلم ناجحون (منها) حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت منه. أخرجه البخاري (أنظر ص ٣٧٠ ج ٦ فتح الباري- صفة النبي صلى الله عليه وسلم) والمراد بالقرن السيد وآباء الرجل.
و(حديث) واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم وإسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بين كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. أخرجه مسلم والترمذي وقال حديث حسن صحيح وهذا لفظه (انظر ص ٣٦ ج ١٥ نووي مسلم- فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم) وص ٢٩٢ ج ٤ تحفة الأحوذى (فضل النبي صلى الله عليه وسلم) ومن المعلوم أن الخيرية والاصطفاء من الله تعالى والأفضلية عنده لا تكون مع الشرك (انظر ص ٤١٦ ج ٢ - الحاوي للفتاوي للسيوطي).
(وقد) روى عن أبويه صلى الله عليه وسلم ما هو صريح في توحيدهما واعترافهما بدين سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
(روى) الزهري عن أم سماعة بنت أبي رهم عن أمها قالت: شهدت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم في علتها التي ماتت بها ومحمد - غلام يقع (مرتفع) له خمس سنين- عند رأسها فنظرت إلى وجهه ثم قالت: =