نجا بعون الملك العلام ... فودى غداة الضرب بالسهام بمائة من إبل سوام ... إن صح ما أبصرت في المنام فأنت مبعوث لدى الأنام ... تبعث في الحل وفي الحرام تبعث بالتحقيق والإسلام ... دين أبيك البر إبراهيم فالله أنهاك عن الأصنام ... أن لا تواليها مع الأقوام ثم قالت: كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفني وأنا ميتة وذكرى باق. وقد تركت خيرا وولدت طهرا. ثم ماتت فكنا نسمع نوح الجن عليها، فحفظنا من ذلك: نبكي الفتاة البرة الأمينة ... ذات الجمال العفة الرزينة زوجة عبد الله والقرينة ... أم نبي الله ذي السكينة وصاحب المنبر بالمدينة ... صارت لدى حفرتها رهينة أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة بسند ضعيف (أنظر ص ٤٢٩ ج ٢ - الحاوي). فهذا صريح في أنها موحدة إذ ذكرت دين إبراهيم وبعث أبنها عليهما الصلاة والسلام ونهيها له عن الأصنام وموالاتها (وقد نقل) عن أبيه عبد الله ما يدل على توحيده وإيمانه وخوفه من الله وإيمانه بالشرائع القديمة. من ذلك قوله حين عرضت امرأة نفسها عليه: أما الحرام فالمهات دونه ... والحل لا حل فأستبينه يحمي الكريم عرضه ودينه ... فكيف بالأمر الذي تبغينه هذا مع ما كان عليه من كمال العفة، فقد افتتن به النساء ولم ينلن منه شيئا (وأما) حديث أنس أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار. فلما قفى دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار. أخرجه مسلم (أنظر ص ٧٩ ج ٣ نووي - من مات على الكفر فهو في النار) "فهو" من رواية حماد بن سلمة عن ثابت، وقد خالفه معمر بن راشد عن ثابت فلم يذكر: إن أبي وأباك في النار، وإنما قال: إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار. ولا دلالة في هذا على أن والده صلى الله عليه وسلم في النار. وحديث معمر أصح فإنه أثبت من حماد لأن حمادا تكلم في حفظه وفي أحاديثه مناكير. ولذا لم يخرج له البخاري شيئا ولا خرج له مسلم في الأصول إلا من روايته عن ثابت، وأما معمر فلم يتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه واتفق الشيخان على التخريج له =