(هذا) ولو فرض اتفاق الرواة على اللفظ الأول كان معارضا بما تقدم من الأدلة. والحديث الصحيح إذا عارضه أدلة أخرى هي أرجح منه وجب تأويله وتقديم تلك الأدلة عليه (أنظر ص ٤٣٦ ج ٢ حاوي) وعليه فلو صحت رواية حماد بن سلمة "فالمراد" بقوله صلى الله عليه وسلم: إن أبي "أبو طالب" على حد قوله تعالى: "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر" فقد كان عمه على المشهور. أو يراد بالنار نار الاختبار التي يؤمر بدخولها أهل الفترة ومن لم تبلغهم الدعوة. فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى خلد في نار الجحيم. (روى) الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا. وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا. وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها. أخرجه أحمد وإسحاق بن راهويه والبيهقي في كتاب الاعتقاد وصححه. (أنظر ص ٤٠٤ و ٤٠٥ ج ٢ حاوي). هذا وليس لنا أن نقول إن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار لقوله تعالى: "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا" سورة الأحزاب: آية ٥٧ (وقد) سئل أبو بكر بن العربي عن رجل قال: إن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار، فأجاب بأن من قال ذلك فهو ملعون للآية. قال: ولا أذى أعظم من أن يقال عن أبيه صلى الله عليه وسلم إنه في النار (وتمامه بص ٩٥ وما بعدها ج ٩ - المنهل العذب المورود) وفيه بعد كلام: إذا =