للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القبر قام مسلما داعيا مستقبل القبلة على المشهور عند الحنفيين بلا تمسح بالقبر ولا طواف حوله ولا دعاء صاحبه. (وقبل) يستقبل وجه الميت، وهو قول الشافعي. وكذا الكلام في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم.

... (قال) أبو الليث: لا يعرف وضع اليد على القبر سنة ولا مستحبا بل هو بدعة منكرة من عادة أهل الكتاب (١). ويستحب للزائر أن يدنو من قبر المزور بقدر ما كان يدنو من صاحبه لو كان حيا وزاره. وهو بالخيار إن شاء زار قائما وإن شاء قعد كما يزور الرجل أخاه في الحياة. ولا يستلم القبر بيده ولا يقبله.

... (قال) أبو الحسن محمد الزعفراني: واستلام القبور وتقبيلها كما يفعله العوام من المبتدعات المنكرة يجب تجنبه وينهى فاعله، فمن قصد السلام على ميت


= علمت هذا تعلم أن آباه النبي صلى الله عليه وسلم ناجون إما لأنهم كانوا على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وإما لأنهم من أهل الفترة الذين لم يبدلوا، فإن أهل الفترة ثلاثة أقسام:
(أ) من عرف الله ببصيرته وعقله فوحده بعبادته.
(ب) من لم يشرك ولم يوحد ولا دخل في شريعة نبي من الأنبياء ولا أبتكر لنفسه شريعة ولا اخترع دينا، بل بقى مدة عمره على غفلته. وهذان القسمان غير معذبين.
(جـ) من غير وبدل وأشرك وشرع لنفسه وحرم وحلل. وهذا معذب. وعليه يحمل ما ورد من الأحاديث الدالة على تعذيب بعض أهل الفترة (كحديث) أبي هريرة مرفوعا: رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه (بضم فسكون أي أمعاءه) في النار. وكان أول من سيب السوائب. أخرجه الشيخان (أنظر ص ١٩٧ ج ٨ فتح الباري - ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة) وص ١٨٩ ج ١٧ نووي (جهنم) والسوائب جمع سائبة وهي الدابة كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء (والبحيرة) التي يحبس درها للأصنام فلا يحلبها أحد من الناس. وتمامه بص ٩٩ ج ٩ - المنهل العذب المورود.
(١) انظر ص ٤٠٨ شرح منية المصلي.