للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلم عليه من قبل وجهه. وإذا أراد الدعاء تحول عن موضعه واستقبل القبلة (١).

... (٢) ما يقوله الزائر:

يستحب للزائر التسليم على أهل القبور والدعاء لهم بالعافية والرحمة والمغفرة وإذا كان بالوارد فما أحسنه (ومنه) ما في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم فرطنا ونحن لك تبع، ونسأل الله لنا ولكم العافية". أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه والبيهقي (٢). {٨٥}

... (وحديث) ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: "السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر" أخرجه الترمذي وحسنه (٣). {٨٦}

... (وحديث) عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم- كلما كان ليتها- يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم


(١) انظر ص ٣١٠ ج ٥ مجموع النووي.
(٢) انظر ص ١٧٢ ج ٨ - الفتح الرباني (ما يقال عند زيارة القبور) وص ٤٥ ج ٧ نووي. وص ٢٧٨ ج ١ مجتبي (الأمر بالاستغفار للمؤمنين) وص ٢٤٢ ج ١ - ابن ماجه (ما يقال إذا دخل المقابر) وص ٧٩ ج ٣ بيهقي. وعطف (المسلمين) على المؤمنين لاختلاف اللفظ لا لاختلاف المعنى، لأن المؤمن المنافق لا يجوز السلام عليه والترحم عليه. وذكر المشيئة للتبرك لا للتعليق لتحقق الموت. ويحتل أن التعليق بالنسبة للموت على الإيمان. و (الفرط بفتحتين: السابق.
(٣) انظر ص ١٥٦ ج ٢ تحفة الأحوذي (ما يقول الرجل إذا دخل المقابر).