للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به" أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني والبيهقي في الشعب بسند قوي رجاله ثقات (١). {١٠٣}

فقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم على القراء أن يتعوضوا بالقرآن شيئا من عرض الدنيا ولأن القراءة عبادة وأجرها من الله تعالى (وقالت) المالكية والشافعية: يجوز أخذ الأجر على القرآن لإطلاق حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله " ذكره البخاري معلقا (٢). {١٠٤}

... وحمله الألون على خصوص ما ورد فيه من الرقي جمعا بين الأحاديث. وعلى الجملة فإن الصدقة على الميت والدعاء له يصل ثوابهما إليه باتفاق أهل السنة. أما القراءة والعبادة البدنية ففيهما خلاف والراجح وصول ثوابهما إليه. والخلاف في القراءة إن لم تخرج مخرج الدعاء وإلا وصل ثوابها اتفاقا. والواصل في الحج إلى الميت ثواب العمل عند الجمهور. وقال بعض الحنفيين: بل ثواب الإنفاق.

... وقال أحمد بن حنبل: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه، ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر ويقرءون ويهدون لموتاهم من غير نكير فكان إجماعا (٣).


(١) انظر رقم ١٣٣٨ ص ٦٤ ج ٢ فيض القدير للمناوي (ولا تجفوا عنه) أي لا تبتعدوا عن تلاوته (ولا تغلوا فيه) أي لا تتجاوزوا حدوده من حيث اللفظ أو المعنى بأن تتأولوه بباطل، . أو المراد: لا تبذلوا جهدكم في قراءته من غير تفكر، ففي الحديث: "لا تفقه في قراءة القرآن في أقل من ثلاث" أخرجه أحمد عن قتادة (ولا تستكثروا به) أي لا تجعلوه سببا للإكثار من الدنيا فلا تأخذوا على قراءته أجرا من حطام الدنيا.
(٢) انظر ص ٣٠٤ ج ٤ فتح الباري (ما يعطي في الرقية).
(٣) انظر ص ٤٢٤ ج ٢ مغنى.