للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو حديث صحيح (١) [١٦٢].

وموضع الدلالة أن الله إنما أمر بغسل الوجه دون باطن الفم والأنف. وهذا الحديث من أحسن الأدلة، لأن الأعرابي المخاطب به، صلي ثلاث مرات فلم يحسنها، فعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يعرف الصلاة التي تفعل بحضرة الناس وتشاهد أعمالها، فعلمه واجباتها وواجبات الوضوء فقال: توضأ كما أمرك الله. ولم يذكر له سنن الصلاة والوضوء. فلو كانت المضمضة والاستنشاق واجبين لعلمه أياهما، فإن حكمهما مما يخفي لا سيما في حق هذا الرجل الذي خفيت عليه الصلاة التي تشاهد، فكيف الوضوء الذي يخفي (٢).

(وقال) عبد الله بن زيد بن عاصم رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مضمض واستنشق من كف واحد فعل ذلك ثلاثا. أخرجه الترمذي (٣) [١٦٣].

وتقدم أن المضمضة والاستنشاق من سنن الفطرة وقد حمل الجمهور فيهما على السنية جمعا بين الأدلة.

٢ - (وقال) أحمد في رواية وداود الظاهري وابن المنذر: المضمضة سنة في الوضوء لما تقدم (أما الاستنشاق) فواجب لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إذا توضأ أحدكم، فليجعل في أنفه ماء، ثم ليستنثر. أخرجه مالك وأحمد والشيخان وأبو داود والنسائي (٤) [١٦٤].


(١) انظر ص ٣٠٦ ج ٥ - المنهل العذب المورود (صلاة من لا يقيم صلبه ... ).
(٢) انظر ص ١٦٤ ج ١ مجموع النووي.
(٣) انظر ص ٤١ ج ١ تحفة الأحوذي (المضمضة والاستنشاق من كف واحد). وتقدم مطولا عند أحمد والشيخين رقم ١٦ ص ١٥٨ (الماء).
(٤) انظر ص ٣١٠ ج ٢ تيسير الوصول (الاستنثار والاستنشاق والمضمضة). وص ٢٥ ج ٢ الفتح الرباني (المضمضة والاستنشاق).