للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفقة ولا كبير عمل ولا مؤونة. فأما ما طلب بمال وتكلف فيه كبير عمل فأصيب مرة وأخطئ مرة فليس بركاز. وذكره البيهقي (١).

(وقال) الحنفيون: الركاز يعم الكنز والمعدن (لحديث) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الركاز الذهب الذي ينبت في الأرض" أخرجه أبو يعلي والبيهقي. (وروى) من طريق آخر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في الركاز الخمس. قيل: وما الركاز يا رسول الله؟ قال: الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت" أخرجه البيهقي وقال: تفرد به عبد الله بن سعيد المقبري ضعيف جدا جرحه أحمد ويحيى بن معين وجماعة (٢). {١١٤}

فهذا يدل على أن الركاز هو المعدن.

ثم الكلام هنا ينحصر في سبعة فروع:

(١) المستخج من المعدن: هو ثلاثة أقسام:

(أ) مائع كالقار (الزفت) والنفط (زيت البترول) والملح المائي.

(ب) جامد لا ينطبع بالنار كالجص والنورة، والجواهر كالياقوت والفيروزج والزمرد، وهذان لا زكاة فيهما عند الثلاثة لعدم ما يدل على وجوب الزكاة فيهما.

(وقال) أحمد: فيهما الزكاة لعموم قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض" (٣)، ولأنه معدن من غير جنس الأرض فتتعلق به الزكاة كالأثمان، فيجب في قيمته ربع العشر إذا بلغ نصابا في الحال (٤).


(١) انظر ٤٧ ج ٢ زرقاني الموطأ (زكاة الركاز) وص ١٥٥ ج ٤ بيهقي (ودفن) - بكسر فسكون- أي مدفون.
(٢) انظر ص ٧٨ ج ٣ مجمع الزوائد (الركاز والمعادن) و ١٥٢ ج ٤ بيهقي (المعدن ركاز فيه الخم).
(٣) سورة البقرة: آية ٢٦٧.
(٤) انظر ص ٥٨٠ ج ٢ شرح المقنع.