للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم، لكن حسنه الحافظ السيوطي لقوته بالحديث السابق (١). {١٩٨}

والمرابط من لازم محلا بين داري إسلام وكفر لحراسة المسلمين، فمن مات على هذا الحال يكتب له كل يوم بعد موته ثواب المرابط إلى يوم القيامة أو إلى أن يأمن المسلمون من جهة العدو بأخذ بلاده أو الصلح بينهم وبينه. وكان هذا الأجر العظيم للمرابط، لأنه مهدد في كل لحظة بالقتل ولا يصبر على هذا إلا قوي الإيمان.

(وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: "إن الله تعالى ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب اني لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك" أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيح (٢). {١٩٩}

دل الحديث على أن دعاء الولد لوالديه ينفعهما بعد موتهما، فمن لم يدرك والديه وأراد برهما أو أدركهما وقصر في برهما فليكثر من الدعاء لهما بعد موتهما، فهو من أعظم أنواع البر بالوالدين، وللولد في ذلك أجر عظيم.

وقد دلت أحاديث الباب أيضا:

(أ) على فضل الزواج لرجاء ولد صالح.

(ب) وعلى مشروعية الوقف وعظيم نفعه في الدنيا والآخرة.

(جـ) وعلى فضل العلم والحث على التعلم والتصنيف والتعليم وأن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع.

(د) وعلى أن الدعاء ينفع الميت وكذا الصدقة وقضاء الدين، والله تعالى ولي التوفيق والهادي إلى أقوم طريق


(١) أنظر ص ٢٠٤ ج ٩ - الفتح الرباني، وص ١٣٧ ج ٣ - مجمع الزوائد (من يجري عليه أجره بعد موته) و (ما جرت عليه) أي مدة بقائها جارية.
(٢) انظر ص ٢٠٥ ج ٩ - الفتح الرباني (الصدقة الجارية).