للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، والصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشرة أمثالها" أخرجه البخاري وأبو داود (١) {٢}

(وعن) سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للجنة باباً يقال له الريان، يقال يوم القيامة: أين الصائمون؟ هلموا إلى الريان، فإذا دخل أخرهم أغلق ذلك الباب" أخرجه احمد والشيخان والنسائي والترمذي وفيه: فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبداً. وقال حسن صحيح (٢) {٣}

(وعن) أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" أخرجه السبعة إلا أبا داود (٣) {٤}


(١) انظر ص ٧٢ ج ٤ فتح الباري (فضل الصوم) وص ٨٨ ج ١٠ - المنهل العذب المورود (الغيبة للصائم) و (يترك طعامه وشرابه) أي قال الله تعالى: يترك الصائم طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، أي خوفاً مني وامتثالاً لأمري، يدل على هذا ما في رواية أحمد: يقول الله عز وجل: إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي. وفي هذا الحصر التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم هذا الجزاء وهو الإخلاص الخاص به، فلو ترك الطعام لغرض آخر كالتخمة لا يحصل له هذا الفضلز والمدار فيما ذكر على الداعي الذي يدعو إلى الفعل أو التركز ولاشك ان من لم يعرض له شهوة شيء طول النهار ليس في الفضل كم عرض له ذلك فجاهد نفسه في تركه (انظر ص ٧٥ ج ٤ فتح الباري) (وأنا أجزي به) أي بلا عدد ولا حساب. قال الله تعالى: (وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) قال الأكثر: والصابرون الصائمون لأنهم يصبرون أنفسهم عن الشهوات.
(٢) انظر ص ٢١٣ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل الصيام) وص ٧٩ ج ٤ فتح الباري (الريان للصائمين) وص ٣٢ ج ٨ نووي وص ٣١٢ ج ١ مجتبي (والريان) ضد العطشان مشتق من الري وهو مناسب لحال الصائم لأنه بتعطيش نفسه في الدنيا يدخل من باب الريان ليأمن العطش.
(٣) انظر ص ٢١٥ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل الصيام) وص ٣١ ج ٦ فتح الباري (فضل الصوم في سبيل الله) وص ٣٣ ج ٨ نووي وص ٢١٣ ج ١ مجتبي وص ٢٧ ج ١ - ابن ماجه (صيام يوم في سبيل الله) أي في الجهاد. و (خريفاً) أي سنة.