للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا (يكتب) له بهذا العمل حسناتٌ ويرفع له بدرجات، ويرجي أن يخفف عنه بعض الكبائر.

(٤) فضل رمضان: رمضان شهر عظيم مبارك أنزل الله في القرآن، قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (١)، وهو أفضل الشهور وشهر الصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. فرض الله صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه. وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر يضاعف الله فيه أجر العاملين ويغفر للصائمين (وقد) جاء في فضله والحث على العمل فيه أحاديث (منها) حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتفل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي (٢) {

٤٣}


(١) سورة البقرة: آية ١٨٥.
(٢) انظر ص ٢٢٥ ج ٩ - الفتح الرباني (فضل رمضان والعمل فيه) وص ٢٩٩ ج ١ مجتبي. وفائدة فتح أبواب الجنة في رمضان توقيف الملائكة على عمل الصائمين وحمد الله لهم وأن ذلك من الله بمنزلة عظيمة. وأيضاً إذا علم المكلف الموقن بهذا الخير الصادق يزيد في نشاطه ويتلقاه بصدر منشرح واهتمام كامل (وهذا) يدل على أن أبواب الجنة تغلق في غير رمضان. ولا ينافيه قوله تعالى (وإن للمتقين لحسن مآب، جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) سورة ص آية ٤٩ و ٥٠ لأن هذا مع كونه في الآخرة لا يقتضي دوام كونها مفتحة الأبواب (وتغليق) أبواب النار في رمضان يقضي أنها تفتح في غير، ولا ينافيه قوله تعالى (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) سورة الزمر: ٧١ - لأن هذا في الآخرة ولا ينافي أن يكون هناك غلق قبل ذلك (وغلق) أبوابها في رمضان لا ينافي موت الكفرة فيه وتعذيبهم بالنار إذ يكفي فيه فتح باب صغير من القبر إلى النار غير الأبواب المغلقة (وتغل فيه الشياطين) لتعجيزهم من الإغواء وتزيين الشهوات .. ولا ينافيه وقوع المعاصي والشرور في رمضان لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة وشياطين الإنس فلا يلزم أن تكون كل معصية بوسوسة شيطان. فهذا إبليس لم يسبقه شيطان آخر وسوس له بل كانت معصيته من قبل نفسه.