للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليحذر العاقل أن يتناول عند فطره وفي كل أوقاته شيئاً من الحرام أو ما فيه شبهة فلا ينبغي لمن صام عن الحلال طيلة النهار أن يفطر على الحرام.

(٥) الفرج: فليحفظ مما لا يرضى قال الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم" (١) فإرسال الطرف مبدأ المحنة، والنظر يريد الزنا، ونهاية المحنة بلوغ النفس وطرها من المنظور إليه بالمباشرة والوطء (وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوي ويتمنى وبصدق ذلك الفرج أو يكذبه" أخرجه مسلم (٢). {٦٢}

... (٦ و ٧) اليد والرجل: فلا يمدها العاقل- ولا سيما الصائم - لمنهى عن فبذلك يكمل له صومه ويقبل عمله، فكل صوم صينت فيه الجوارح عن اللغو والآثام، ينال به العز والإكرام من الله تعالى في الدنيا ودار السلام. (روي) المطلب عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتكم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم"


(١) سورة النور: آية ٣٠.
(٢) انظر ص ٢٠٦ ج ١٦ نووي (قدر على ابن آدم نصيبه من الزنا).