للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رؤيتها عدم صيامه في الواقع. وقد ثبت أنه كان يصوم تسع ذي الحجة والمثبت مقدم على النافي (ويحتمل) أنها أرادت أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيره (وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها صيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" أخرجه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس وفيهما مقال فالحديث ضعيف (١) {١٠٨}

... (٥) صوم يوم عرفة: هو اليوم التاسع من ذي الحجة. ويتأكد صومه بغير عرفة (لحديث) أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية" أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه والبيهقي من عدة طرق (٢) {١٠٩}

... قال الترمذي: قد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة. ومعنى الحديث أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية ويحول بين صائمه وبين الذنب في السنة الآتية: والمكفر الذنوب الصغائر عند الجمهور لأن الكبار لا يكفرها إلا التوبة أو عفو الله، فإن لم يكن له صغائر خفف عنه من الكبائر إن كانت وإلا رفعت درجاته.


(١) انظر ص ٢٧١ ج ١ - ابن ماجه (صيام العشر) وص ٥٨ ج ٢ تحفة الأحوذي (العمل في أيام العشر) و (ما) بمعنى ليس (ومن أيام) من زائدة وأيام اسم و (احب إلى الله) بالنصب خبر ما (وأن يتعبد) متعلق بأحب بحذف الجار أي ليس أيام أحب إلى الله لأن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة.
(٢) انظر ص ٢٣٤ ج ١٠ الفتح الرباني (صوم يوم عرفة لغير الحاج) وص ٢٧١ ج ١ - ابن ماجه وص ٢٨٣ ج ٤ بيهقي.