للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس صغاراً وكباراً ذكوراً ونساء داخل المسجد بعد صلاة المغرب من ليلة النصف من شعبان ويقرأ عليهم إمام المسجد أو من يقوم مقامه الدعاء المعروف الذي لم يثبت عن أحد ممن يقتدي بهم (ومما يؤلم) القلب ويحزن الفؤاد أن الأئمة العلماء الرسميين يلقنون هذا الدعاء للعوام فيرددونه وراءهم بأصوات مرتفعة وقد ضاق المسجد بمن فيه، لأن العوام لا يتخلف منهم أحد في هذه الليلة إلا النادر، لاعتقادهم أن قراءة هذا الدعاء سبب في طول العمر وتوسيع الرزق والغني عن الناس مع ما فيه من مخالفة كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقدم والتخليط في قراءة سورة يس بعد الدعاء والتهويش الذي يعم القريب والبعيد ولاسيما من كان يتعبد داخل المسجد ومن المعلوم أن التشويش ولو على نائم خارج المسجد حرام بإجماع المسلمين فما الظن بوقوعه في مساجد الله تعالى والتشويش به على المتعبدين بدعاء ما أنزل الله به من سلطان فإنا لله وإنا إليه راجعون ومن المعلوم أن الدعاء في حد ذاته مشروع لكن بشرط أن يكون جارياً على الحدود الشرعية غير متعديها والله لا يحب المعتدين نسأله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه (١).

(٢٢) صوم الشتاء: الشتاء ليلة طويل ونهاره قصير. وهذه فرصة على العاقل اغتنامها لقيام الليل وصيام النهار. فلطول الليل يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم يقوم للتهجد والأوراد بنشاط فيجتمع له فيه نومه وراحة بدنه وإدراك وظائف العبادات. ولقصر نهاره يتسنى له صيامه، لأنه لا حر فيه ولا عطش ولا تعب ولا ملل (روي) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشتاء ربيع المؤمن، أخرجه احمد وأبو يعلي بسند حسن (٢) {١٥٤}


(١) انظر تمامه ص ٣٤٨ ج ٣ الدين الخالص.
(٢) انظر ص ٢٠٠ ج ٣ مجمع الزوائد (الشتاء ربيع المؤمن).