للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولذا قال الشاعر:

إذا ما المرء صام عن الخطايا ... فكل شهوره شهر الصيام

فعلى الصائم مراعاة هذه الجوارح وكفها عن استرسالها فيما منعت منه فإن قصر في حفظها ربما أداه إلى دخول جهنم من سبعة أبوابها فإنه لا يستحق أحد جهنم إلا بعصيانه بجارحة من هذه الجوارح فمن رعاها في صيامه أمنه الله من انتقامه يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.

(روي) أبو هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: "ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث" (الحديث) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (١) {١٦٥}

وقد تقدم تمام الكلام في هذا في بحث كف الصائم جوارحه عما لا يرضى ربه (٢).

(الثالثة) صوم خواص الخواص. وهو صوم القلب عن الاهتمام بشيء لا يرضى الله وصيانته عن الالتفات إلى الأغيار وإهمال الفكر في الدنيا وأسبابها وزينتها وشهواتها وشغل النفس بذكر الله تعالى وطاعته في جميع الحالات، وليس من الدنيا الاشتغال بتحصيل الكفاف الذي يسد الجوعة ويستر العورة وعلى كل فيستحب للصائم أمور المذكور منها أحد عشر.

... (١) يستحب تعجيل الفطر إذا دخل وقته بتحقق الغروب (لحديث) عاصم ابن عمر بن الخطاب عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء الليل من هاهنا وذهب النهار من هاهنا وغابت الشمس فقد أفطر الصائم" أخرجه الدارمي والسبعة إلا النسائي وقال الترمذي حسن صحيح (٣) {١٦٦}


(١) تقدم رقم ٥٩ ص ٣٧٥ (كف الصائم جوارحه).
(٢) تقدم ص ٣٧٢.
(٣) انظر ص ٥ ج ١٠ - الفتح الرباني وص ١٤١ ج ٤ فتح الباري (متى يحل فطر الصائم) وص ٢٠٩ ج ٧ وص ٩٤ ج ١٠ - المنهل العذب المورود. وص ٣٧ ج ٢ تحفة الأحوذي وص ٧ ج ٢ دارمي.