للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المعنى أنه متى تحقق الصائم الغروب فليفطر. فهو خير بمعنى الأمر. أو فقد دخل وقت إفطاره. ولا منافاة بينهما لأن دخول وقت الإفطار لا ينافي الأمر به على وجه الندب أو الإباحة (وعن) سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" أخرجه الشيخان وابن ماجه والدارمي والترمذي وقال: حسن صحيح (١) {١٦٧}

وهو الذي اختاره أهل العلم: استحبوا تعجيل الفطر. وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحق والمعنى: لا يزال أمر أمتي منتظماً وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة وإذا خالفوها كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه (وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر، لأن اليهود والنصارى يؤخرون" أخرجه أحمد وابن مجه والنسائي وأبو داود وهذا لفظه والحاكم وصححه (٢) {١٦٨}

والمعنى: لا يزال الدين الإسلامي ظاهراً ما عجل الناس فطرهم في الصيام امتثالاً للسنة: فهم بخير ما حافظوا عليها. فهذه الأحاديث تدل على طلب تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب (والحكمة) فيه أنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة. قال الشافعي في الأم: تعجيل الفطر مستحب ولا يكره تأخيره إلا لمن تعمد ذلك ورأى الفضل فيه (٣).

... (٢) ويستحب كون الفطر قبل صلاة المغرب، ليطمئن قلبه في الصلاة


(١) انظر ص ١٤٢ ج ٤ فتح الباري (تعجيل الإفطار) وص ٢٠٧ ج ٧ - ابن نووي وص ٢٦٧ ج ١ - ابن ماجه وص ٧ ج ٢ دارمي وص ٣٨ ج ٢ تحفة الأحوذي.
(٢) انظر ص ٦ ج ١٠ - الفتح الرباني (تعجيل الفطر) وص ٢٦٧ ج ١ - ابن ماجه وص ٧٦ ج ١٠ المنهل العذب المورود. وص ٤٣١ ج ١ مستدرك.
(٣) انظر ص ٣٦٠ ج ٢ مجموع النووي.