للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤) ويستحب للصائم الدعاء عند فطره فإنه مجاب (روي) ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد"، وكان عبد الله ابن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. أخرجه ابن ماجه بسند صحيح (١) {١٧٥}

... (وقال) ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال "دهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى" أخرجه أبو داود والبيهقي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين. والدارقطني وقال: تفرد به الحسين ابن واقد وإسناده حسن (٢) {١٧٦}

ذكر المشيئة للتبرك أو للتعليق فإن ثبوت الأجر لغير النبي صلى الله عليه وسلم مفوض لمشيئة الله تعالى فلا يدري قبل الله صومه أم رده؟ (وعن) معاذ ابن زهرة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" أخرجه أبو داود والبيهقي وهو مرسل لأن معاذ بن زهرة ليس له صحبة (٣) {١٧٧}

(وقال) ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا


(١) انظر ص ٢٧٤ ج ١ - ابن ماجه (الصائم لا ترد دعوته) قال الترمذي في النوادر خصت أمة محمد صلى الله عليه وسلم من بين الأمم في شأن الدعاء. قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) (سورة الإسراء: آية ٦٠) وإنما كان ذلك للأنبياء، فأعطيت هذه الأمة ما أعطيت الأنبياء فلما دخل التخليط في أمورهم من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم وحجبها شرع الصوم لأنه يمنع النفس عن الشهوات فإذا ترك شهوته ولم يتعلق بها قلبه صفاً وصارت دعوته بقلب فارغ قد زايلته ظلمة الشهوات وتولته الأنوار. فإن كان ما سأل في المقدر به عجل وإن لم يكن كان مدخراً له في الآخرة (انظر ص ٢٧٤ ج ١ سندي ابن ماجه).
(٢) انظر ص ٨٠ ج ١٠ - المنهل العذب المورود (القول عند الفطر) وص ٣٣٩ ج ٤ بيهقي. وص ٤٢٢ ج ١ مستدرك وص ٢٤٠ الدارقطني.
(٣) انظر ص ٨١ ج ١٠ - المنهل العذب المورود. وص ٢٢٩ ج ٤ بيهقي.