للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قال) عبد الرحمن بن غنم: سألت معاذ بن جبل أاتسوك وأنا صائم؟ فقال: نعم. قلت: أي النهار أتسوك؟ قال: أي النهار شئت إن شئت غدوة وإن شئت عشية. قلت فإن الناس يكرهونه عشية قال: ولم؟ قلت: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" قال: سبحان الله لقد أمرك بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف وإن استاك. وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً. ما كان في ذلك من الخير شيء. بل هو شر" (لحديث) أخرجه الطبراني في الكبير. وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف وقد وثقه ابن معين في رواية (١) {١٨٦}

هذا في استياك الصائم بسواك يابس وفي استياكه بالعود الرطب خلاف آخر.

(قال) مالك وإسحق والشعبي: يكره. وروي عن أحمد خشية أن يتحلل منه في الفم شيء، ولما فيه من طعم (ورد) بأن ما يتحلل منه كماء المضمضة فإذا طرحه لا يضره وكذا ما فيه من طعم ولذا قال الحنفيون والثوري والأوزاعي والشافعي. لا بأس بالاستياك بالرطب كاليابس. وروي عن أحمد (قال ابن سيربن) لا بأس بالسواك الرطب قيل: له طعم. قال: والماء له طعم وأنت تتمضمض به. ذكره البخاري (٢) وقال زياد بن حدير: ما رأيت أحداً كان أدوم لسوك رطب- وهو صائم- من عمر بن الخطاب (٣).


(١) (انظر ص ١٦٥ ج ٣ مجمع الزوائد ٠ السواك للصائم) و (الخلوف) - بضم الخاء وتفتح- تغير رائحة الفم من خلو المعدة.
(٢) انظر ص ١١٠ ج ٤ فتح الباري (اغتسال الصائم).
(٣) انظر ص ٤٦ ج ٣ مغنى ابن قدامة.