للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والصائم إذا شبع عند فطره فقد ارتكب ما يقتضي النقص من أجره. والشبع يورث القسوة ويوفر الجفوة ويثير النوم ويجلب الكسل عن الطاعة (روي) عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول للحواريين: لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتقسوا قلوبكم (١).

(٩) ويستحب للصائم:

السواك أول النهار وآخره- عند الحنفيين ومالك والثوري ومحققي الشافعية- لما تقدم عن عامر بن ربيعة (٢) والحديث وإن كان ضعيفاً - له شواهد تعضده (منها) حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "من خير خصال الصائم السواك" أخرجه ابن ماجه والبيهقي والدارقطني. وفيه مجالد ضعفه قوم ووثقه آخرون (٣) {١٨٨}

(وقال) الترمذي: ولم ير الشافعي بالسواك بأساً أول النهار وآخره (٤) (وقال) أحمد وإسحق: يكره السواك للصائم بعد الزوال وهو المشهور عند الشافعية مستدلين بحديث الخلوف (٥) وتقدم انه لا يدل على الكراهة ولذا نقل عن الشافعي وجماعة من أصحابه عدم كراهة السواك للصائم بعد الزوال. قال النووي: وهذا النقل غريب وإن كان قوياً من حيث الدليل. وبه قال المزني وأكثر العلماء وهو المختار (٦)


(١) انظر ص ٩١ مدارك المرام.
(٢) تقدم رقم ١٠٢ ص ١٧٣ ج ١ - الدين الخالص (السواك للصائم) الطبعة الثانية.
(٣) انظر ص ٢٦٥ ج ١ - ابن ماجه (السواك للصائم) وص ٢٧٢ ج ٤ بيهقي (السواك الصائم) وص ٢٤٨ الدارقطني.
(٤) انظر ص ٤٧ ج ٢ تحفة الأحوذي.
(٥) تقدم رقم ١٠٣ ص ١٧٣ ج ١ - الدين الخالص الطبعة الثانية.
(٦) انظر ص ٢٧٦ ج ١ مجموع النووي (استياك الصائم بعد الزوال).