للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الليل لشق أيضاً على بعضهم ممن يغلب عليه النوم وقد يفضي إلى ترك صلاة الصبح في وقتها أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر (١)

(والحكمة) في طلب تأخير السحور أن النهار يقبل وفي المعدة من الغذاء ما يتقوى به على الطاعة فلا يجهده الصوم ولا يقعده عن الطاعة.

(فائدة) الشك في طلوع الفجر لا يمنع الأكل وغيره لقوله تعالى "وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر". (قال) رجل لابن عباس متى أدع السحور؟ فقال رجل: إذا شككت. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما شككت حتى يتبين لك. أخرجه البيهقي (٢) بسند صحيح (وقال) وروي في هذا عن أبي بكر الصديق وعمر وابن عمر رضي الله عنهم. قال النووي وقد اتفق أصحاب الشافعي على جواز الأكل للشاك في طلوع الفجر وأما قول الغزالي والمتولي: لا يجوز للشاك في طلوع الفجر أن يتسحر فلعلهما أرادا أنه ليس مباحاً مستوى الطرفين بل الأولى تركه فإن أرادا به تحريم الأكل على الشاك في طلوع الفجر فهو غلط مخالف القرآن ولابن عباس ولجماهير العلماء ولا نعرف أحداً قال بتحريمه إلا مالكاً فإنه حرمه وأوجب القضاء على من أكل شاكاً في الفجر (٣).

... (٨) ويطلب من العاقل: - ولا سيما الصائم- ترك الإفراط في تناول الطعام. فليحترز الصائم من الشبع في الإفطار والسحور (روي) المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" أخرجه الترمذي (٤) {١٨٧}


(١) انظر ص ٩٨ ج ٤ فتح الباري (الشرح).
(٢) انظر ص ٢٢١ ج ٤ بيهقي.
(٣) انظر ص ٣٠٦ ج ٦ مجموع النووي.
(٤) انظر ص ٣٥٠ ج ٢ تيسير الوصول (ذم كثرة الأكل).