للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يضع سفرة ومحوها ليكون أنظف للمسجد وأصون (١) ولا يجوز أن مخرج لغسيل يده لأن له من ذلك أبداً.

(ز) ويباح للمعتكف الكلام للحاجة وتوديع زائره وزيارة امرأته له (لقول) صفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي يقلني فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله فقال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً" أخرجه البيهقي والسبعة إلا الترمذي (٢). {٢٦٣}

(ح) ويجوز للمعتكف- عند غير المالكية- دخول بيته لحاجة الإنسان التي لابد منها كالبول والغائط وغسل الجنابة (وقالت المالكية: يكره دخوله محل أهله كزوجة- لئلا يطرأ عليه ما يفسد اعتكافه- ولو كان دخوله لحاجة من بول أو غائط فإن لم يكن به أهله لم يكره كما إذا كان أهله في علو المنزل ودخل هو أسفله والمراد محل أهله القريب من المسجد. أما البعيد فيبطل اعتكافه بدخوله إن أمكن غيره (٣).


(١) انظر ص ٥٣٤ ج ٦ مجموع النووي.
(٢) انظر ص ٣٢١ ج ٤ بيهقي. وص ٢٥٣ ج ١٠ الفتح الرباني (ما يجوز للمعتكف فعله) وص ١٩٧ ج ٤ فتح الباري (هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟ ) وص ١٥٦ ج ١٤ نووي، وص ٢٤٣ ج ١ - المنهل العذب المورود، وص ٢٧٨ ج ١ - ابن ماجه (فانقلبت) أي أردت الرجوع إلى بيتي و (يقلني) - بفتح فسكون- أي يردني إلى منزلي. و (إن الشيطان يجري .. ) وفي رواية للبخاري: يبلغ. وقد قيل: هو على ظاهره وان الله تعالى أقدره على ذلك (وقيل) هو على سبيل الاستعارة من كثرة وسوسته وكأنه لا يفارقه كالدم فاشتركا في شدة الاتصال وعدم المفارقة (انظر ص ١٩٩ ج ٤ فتح الباري.
(٣) انظر ص ٦٦٦ ج ١ - الفجر المنير وفيه (فإن قيل) لم كره دخوله منزل أهله مع أنه يجوز مجيء زوجته إليه وأكلها معه وحديثها له؟ (يجاب) بأن المسجد وازع وزاجر لهما ولا وازع في المنزل.