للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ويطلب ممن عزم على السَّفَر التحلِّى بآداب. المذكور منها هنا تسعة:

(١) أن يُوصى بما يحتاج إلى الوصيَّة به، ويُشْهِد علَى وصيته ويستحل كل من بينه وبينه معاملة ويسترضى والديه وشيوخه ومن يندب إلى بره واستعاطفه. ويتوب إلى الله ويستغفره من جميع الذنوب ويهتم بتعلم ما يحتاج إليه في سفره فإن كان حاجا أو معتمراً تعلم مناسك الحج والعمرة.

(٢) ومنها أن يستشير فى السفر من يعلم منه النصيحة والشفقة والصلاح والاستقامة، لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (١)، ثم يستخير الله تعالى فيصلِّى ركعتين من غير الفريضة ويدعُو بدُعاء الاستخارة، لقول جابر رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُعَلِّمنا الاستخارةَ كما يعلِّمنا السورةَ من القرآن يقول: (إذَا هَمّ أَحدكم بالأَمر فَلَيركَعْ ركعتين من غير الفريضة ثم ليَقُل: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُك بعِلْمكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسأَلُكَ من فَضْلك العَظيِم، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِر، وتَعْلَم ولاَ أَعْلَم، وأَنتَ عَلاَّم الغُيُوب. اللَّهُمَّ فإِن كنتَ تَعْلَم أَنَّ هَذَا الأَمَر " يُسُمِّى ما يُريد " خَيْرٌ لى في دِينى ومَعَاشِي ومَعَادِى وعاقبةِ أَمرِى فاقْدُرْهُ لى ويَسِّرْهُ وبارك لى فيه، اللَّهُمَّ وإِن كُنْتَ تَعْلَمه شَرًّا لى فى دِينى ومَعَاشِى وعاقبةِ أَمرِى، فاصْرِفْنى عنه واصْرِفْهُ عنِّى، واقْدُر لى الخيرَ حيث كان، ثم رَضِّنى به. أَخرجه السبعة إِلاَّ مُسْلِماً وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح (٢). {٣}

(٣) ويُستحبُّ أَن يكون السَّفَر يوم الخميس، لقول كعب بن مالك رضي الله عنه: قَلَّمَا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا أَراد


(١) سورة آل عمران، الآية ١٥٩.
(٢) انظر ص ٤٦ ج ٥ الفتح الربانى. وص ٣٢ ج ٣ فتح البارى (التطوع مثنى مثنى - التهجد بالليل) وص ١٩٧ ج ٨ النهل العذب (الاستخارة) وص ٧٦ ج ٢ مجتبى وص ٢١٥ ج ١ - سنن ابن ماجه، وص ٣٤٨ ج ١ تحفة الأحوذى.