للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم فى مسجد منى، فأَتَاهُ رَجُلُ من الأَنصار ورجلٌ من ثقيف، فسلما ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسأَلك. فقال: إِن شئتُما أَخبرتكما بما جئتُما تسأَلاني عنه فعلْتُ، وإِن شئتُما أَن أَمْسِك وتسأَلاني فعلْتُ. فقالا: أَخبرنا يا رسول الله. فقال الثقفي للأَنصارى: سَلْ، فقال: أَخبرنى يا رسول الله فقال: جئتنى تسأَلنى عن مَخْرجك من بيتك تَؤمّ البيت الحرام ومالك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف ومالَك فيهما، وعن طوافك بين الصَّفا والمروة ومالك فيه، وعن وقوفك عَشيَّةَ عرفة ومالك فيه، وعن رَمْيك الجِمَارَ ومالك فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلقك رأْسك ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك ومالك فيه مع الإفاضة. فقال: والذى بعثك بالحق لَعَنْ هذا جئت أَسأَلك. قال: فإِنك إِذا خرجتَ من بيتك تَؤُمّ البيت الحرام لا تضع ناقَتُكَ خُفًّا ولا ترفعه إِلاَّ كَتَب الله لك به حسنةٌ ومحا عنك خطيئة، وأَمَّا ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بنى إسماعيل، وأَمَّا طوافك بالصَّفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة، وأَمَّا وقوفك عَشِيَّةَ عرفة فإِن الله تعالى يهبط (١) إلى سماءِ الدنيا فيباهى بكم الملائكةَ يقول: عبادِى جَاءُونى شَعْثاً من كل فج عميق يرجون جنتى، فلو كانت ذنوبكم كعددِ الرَّمْل أَو كقطر المطر أو كزَبَدِ البحر لغفرتها، أَفِيضُوا عبادى مغفوراً لكم ولمن شفعتم له. وأَما رميك الجِمارَ فلك بكل حصاةٍ رميتها تكفيرُ كبيرة من الموبقات. وأَمَّا نحرك فمدْخور لك عند ربك. وأَمَّا حلاقك رأْسَك فلك بكل شَعْرَةٍ حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة.

(وأَمَّا طوافك بالبيت بعد ذلك فإِنك تطوف ولا ذنبَ لك، يأْتى ملَك حتى يضعَ يديه بين كتفيك فيقول: اعمل


(١) الهبوط فى الأصل: الانتقال من علو إلى أسفل، وهو مستحيل فى حق الله تعالى، فالحديث مصروف عن ظاهره بإجماع السلف والخلف.