للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو لم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبلك وأستلمك ما أسلمتك ولا قبلتك , لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي بألفاظ مختلفة. وهذا لفظ أحمد. وأخرج السبعة نحوه عن عباس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (١) {١٤٤}

وإنما قال ذلك عمر رضي الله عنه , لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام فخشى عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية. فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الحجر ينفع ويضر بذاته كما كانت الجاهلية تعتقده في الأوثان. قاله الطبري (٢).

«وقال» نافع: رأيت ابن عمر استلم الحج بيده ثم قبل يده وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. أخرجه مسلم (٣) {١٤٥}

والأحاديث في هذا كثيرة صريحة في مشروعية استلام وتقبيل الحجر الأسود دون غيره. وحكمة ذلك أنه لما جعل مبدأ للطواف منعاً لاضطراب


(١) ص ٣٣ ج ١٢ ـ الفتح الرباني. وص ٣٨ ج ٢ مجتبي (كيف يقبل) وص ٧٤ ج ٥ سنن البيهقي. وانظر رقم ١٤٧ ص ٢٠٥ ج ١ تكملة المنهل العذب (تقبيل الجمر) وباقي المراجع بهامش ٤ ص ٢٠٧ منه. (لا تضر ولا نفع) أي إلإ بإذن الله تعالي. وقد ورد أنه ينفع من استلمه بالشهادة له يوم القيامة بإذن الله تعالي «روي» ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق. أخرجه أحمد والحاكم وصححه وابن ماجه والترمذي وحسنه. انظر المراجع بهامش ١ ص ٢٠٦ ج ١ تكملة المنهل العذب.
(٢) ص ٣٠٠ ج ٣ فتح الباري. الشرح (ما ذكر في الحجر الأسود).
(٣) ص ١٥ ج ٩ نووي مسلم (استلام الركنين اليمانيين .. ).