للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يضر. ولو أقيمت الصلاة وهو في أثناء السعي قطعه وصلاها ثم بنى عليه (١).

(٢) واجبات السعي - للسعي واجبات أخر.

(منها) (١) المشي فيه مع القدرة عند الحنفيين ومالك. فلا يركب إلا لعذر لا يقدر معه على المشي أو لداع آخر كتعليم الناس. وعليه يحمل ما تقدم عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس وليًشرف وليسألوه فأن الناس غشوه (٢). فلو سعى راكباً بلا عذر لزمه هدى.

(وقال) الشافعي وأحمد: المشي في السعي سنة: لقول أبي الطفيل: قلت لابن عباس: حدثني عن الركوب بين الصفا والمروة , فأن قومك يزعمون أنه سنة. فقال: صدقوا وكذبوا. قلت: ما صدقوا وكذبوا ماذا؟ قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فخرجوا حتى خرجت العواتق. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف وهو راكب ولو نزل لكان المشى أحب إليه. أخرجه أحمد وهذا لفظه. وأخرجه مسلم وأبو داود والبيهقي مطولا (٣). {١٦٧}


(١) ص ٧٣ , ٧٩ ج ٨ شرح المهذب.
(٢) تقديم رقم ١٣٠ ص ١٧٠ (واجبات الحج).
(٣) ص ٨٤ ج ١٢ - الفتح الرباني. وص ١٠ ج ٩ نووي مسلم (الرمل في الطواف.) ورقم ١٥٩ ص ٢١٩ ج ١ تكملة المنهل العذب (في الرمل) وص ١٠٠ ج ٥ سنن البيهقي. (وكذبوا ماذا) زاد أحمد في رواية فقال: صدقوا قد طاف بين الصفا والمروة على بعير. وكذبوا ليست بسنة (والعواتق) جمع عاتق وهي البكر البالغة أو المراهقة. سميت بذلك لأنها عتقت من ابتذالها في الخروج والتصرف الذي تفعله الطفلة الصغيرة (ولا يضرب عنده أحد) أي كما يفعل بين يدي الملوك , لذلك ازدحموا عليه فركب صلى الله عليه وسلم دفعاً للزحام. ولولا شدة الزحام لنزل لأن المشي أحب إليه , فكيف يكون الركوب سنة. فهم كذبوا في قولهم: هذا سنة.