للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يسبح بينهما ثم اضطجع صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر (١). (ويستقط) وجوب المبيت بمزدلفة لعذر كضعف أو خوف زحام أو فوات رفقة , لقول عائشة رضى الله عنها: كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة , فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفيض من جمع بليل فأذن لها , ووددت أنى كنت استأذنته فأذن لي. أخرجه أحمد والشيخان وابن ماجه (٢) {١٨٥}

" وقال " ابن عباس رضى الله عنهما: أنا ممن قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله. أخرجه الشافعي وأحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه (٣) {١٨٦}

والمعنى ابن عباس رضى الله عنهما كان من الضعفة الذين أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا من المزدلفة ليلا إلى منى. وهذا إذن عام لكل ضعيف في الدفع إلى منى قبل الفجر لرمى جمرة العقبة قبل الزحام. وهذا متفق عليه.

(ج) الوقوف بمزدلفة - يجب الوقوف بها بعد طلوع فجر يوم النحر وقبل طلوع الشمس عند الحنفيين وأحمد وروى عن الشافعي , لحديث على رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى جمعا فصلى بهم


(١) هذا بعض حديث جابر الآتي في (حج النبي صلى الله عليه وسلم). و (الفصواء) بفتح القاف والمد , فاقه النبي صلى الله عليه وسلم.
(٢) ص ١٦٥ ج ١٢ - الفتح الرباني. وص ٣٤٤ ج ٣ فتح الباري (من قدم ضعفة أهله بليل .. ) وص ٣٨ ج ٩ نووي مسلم (تقديم دفع الضعفة .. من مزدلفة .. ) وص ١٢٦ ج ٢ سنن ابن ماجة (من تقدم من جمع إلى منى) و (ثبطة) بفتح فسكون أو كسر , أي بطيئة الحركة لسمنها. وودت عائشة رضي الله عنها أن تكون كسودة لما رأت في نفسها من الضعف عن تحميل مشاق الزحام.
(٣) انظر ص ٨١ ج ٢ تكملة المنهل العذب (التعجيل من جمع) وباقي المراجع بهامش ١ ص ٨٢ منه.