للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" وعن أبى الشعثاء " أنه رأى ابن عباس يرد من جاوز المواقيت غير محرم. أخرجه الشافعي والبهقى (١) {٥٦}

(ب) المبيت بمزدلفة (٢) - المبيت بها ليلة النحر بعد النزول من عرفة واجب عند أحمد.

ويجب عند الشافعية البيات بها ساعة في الصف الثاني من الليل (وقال) الحنفيون ومالك: البيات بها سنة , لقول جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: ودفع صلى الله عليه وسلم (يعنى من عرفة) وقد شنق للقصواء الزمام ويقول بيده المني: أيها الناس السكينة السكينة حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين


(١) ص ٣٠٢ ج ١ بدائع المنن. وص ٢٩ , ٣٠ ج ٥ سنن البيهقي (من مر بالميقات ... ).
(٢) المزدلفة: بضم فسكون ففتح فكسر , واد يمتد من غربا إلى المأزمين شرقا. طوله نحو أربعة آلاف متر. سمي بذلك لمجئ الناس إليه في زلف (أي ساعات) من الليل. ويقال لها جمع بفتح فسكون لاجتماع الناس بها (وهي) من الحرم وفيها يرى على يمين السائر إلى عرفة المشعر الحرام على بعد ٢٥٤٨ متر من أول الوادي من جهة المحسر (وهو) جبل بالمزدلفة. سمي بذلك لأن الجاهلية كانت تشعر عنده هداياها (أي تضر بها في صفحة سنامها حتى يسيل منها الدم) ويسمى قزح ويحيط جدران ارتفاع كل منهما أربعة أمتار في عرض ثلاثة. والمسافة بينهما ستون متراً وفي نهاية المزدلفة يضيق الوادي إلى خمسين متراً عرضاً في مسافة طولها ٤٣٧٢ متر تنتهي إلى الميلين اللذين هما حد الحرم من جهة عرفة. وهما بناءان أقل من بناء المشعر الحرام. والمسافة بينهما مائة متر. وهذا الوادي يسمى وادي المأزمين. مثنى مازم بكسر الزاي وهو الطريق بين الجبلين. وفي جنوبهما طريق ضب يستحب سلوكه حال الذهاب إلى عرفة. ثم يتسع الوادي ويسمى وادي عرنة وبه مسجد نمرة. ويسمي جامع إبراهيم. وهو مسجد كبير طوله تسعون متراً في عرض ثمانين محاطا بالبواكي وفي وسطه مجرى ماء يأتيه الماء من مجرى عين زبيدة. وفي شماله إلى الشرق بقليل علمان. وهما عمودان أقيما للدلالة على حد عرفة الغربي. بينهما وبين العلمين المحددين للحرم من الشرق ١٥٥٣ متر. انظر رسم ٢ جبل عرفات ص ٩٢.