للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخول مكة (١) إذا أراد المحرم دخول مكة طلب منه ثمانية أمور.


= يده. وانحاز بنو المطلب وبنو هاشم ما عدا أبا لهب إلى أبي طالب ودخلوا معه في شعبه وبقوا محصورين فيه نحو ثلاث سنوات حتى أنفقوا ما معهم وتضوروا جوعا وعريا. ولحقتهم مشقة عظيمة وقطعت عنهم الميرة (الطعام) والمادة حتى بلغهم من الجهد ما بلغهم. ثم أطلع الله النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرضة ق لحست ما في الصحيفة من جور وقطيعة رحم. ولم يبق فيها إلا إسم الله. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك وأخبر أبو طالب من معه فخرجوا إلى المسجد فقال أبو طالب لقريش: أخبرني ابن أخي وهو لا يكذب أن الأرضة لحست من في الصحيفة إلا اسم الله تعالى .. فإن كان صادقا نزعتم عن سوء رأيكم , وإن كان كاذبا دفعته إليكم لتفعلو معه ما ترون فأتوا بالصحيفة وفتحوها فإذا هي كما قال الصادق الأمين فسقط في أيديهم ولكن لم يؤثر ذلك فيهم لشقوتهم. فقال أبو طالب: علام نحبس ونحصر وقد بان الأمر؟ ثم دخل هو ومن معه بين الكعبة وأستارها وقال: اللهم انصرنا على من ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم منا. ثم انصرفوا إلى الشعب. وهنا تلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم والمطلب واجتمع خمسة من سادتهم على طرف الحجون بأعلى مكة وتعاهدوا على نقض الصحيفة وهم: هشام بن عمرو العامري , وزهير بن أمية المخزومي (وكانا من المؤلفة) والمطعم بن عدى النوفلي (مات كافرا) وأبو البخترى (بفتح فسكون) بن هشام (مات كافرا يوم بدر) وزمعة بن أسود الأسدي. ولما أصبحوا جاء زهير فطاف بالبيت ثم قال: يا أهل مكة إنا نأكل الطعام ونلبس الثيلب وبنو هاشم هلكى والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة. فقال أبو جهل: كذبت والله. فقال له زمعة: وأنت والله أكذب ما رضينا كتابتها حين كتبت. وقال الآخرون مثله. فقال أبو جهل: هذا أمر قضى بليل تشوور فيه بغير هذا المكان. ثم قام المطعم إلى الصحيفة فشقها ثم خرجوا إلى من بالشعب وأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا. وكان ذلك في السنة العاشرة من البعثة.
(١) مكة: لها أسماء ذكر في القرآن منها أربعة: -
(أ) مكة: قال الله تعالى " وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن اظفركم عليهم " (٢٤ - الفتح) أي كف أيدي المشركين عن المسلمين وأيدي المسلمين عن المشركين لما جاءوا يصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه عن البيت عام الحديبية. وهي المراد ببطن مكة (وقيل) إن ثمانين رجلا من أهل مكة نزلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبل التنعيم متسلحين يريدون أخذه فأخذهم المسلمون ثم عفوا عنهم. رو ثابت عن أنس أن ثمانين رجلا نزلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم عند صلاة الصبح يريدون قتله فأخذوا فأعتقهم. فنزلت: وهو الذي كف =