للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نزول الأبطح ليس من النسك في شئ إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (١).

(وقالت) المالكية: يندب للحاج غير المتعجل النزول بالمحصب في غير يوم الجمعة بعد رمي يوم الثالث عشر من ذي الحجة. أما المتعجل فلا يندب له التحصيب لإحيائه السنة إلا أن يكون متعجلا أو يوافق نفره يوم الجمعة (٢) (والحكمة) في ذلك شكر الله تعالى على إظهار دينه بعد ما أراد المشركون إخفاءه.

(روى) الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن بمنى: نحن نازلون غداً بخيف بني كنابة حيث تقاسموا على الكفر. وذلك أن قريش اوبني كنانة تحالفت على بني هاشم وبنى المطلب ألا يناحكوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموه إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أحمد والشيخان. وهذا لفظ مسلم. وأبو داود والبيهقي (٣) {

٢٣٢}


(١) (ليس من النسك في شئ) أي أنه سنة مستقلة ليس من المناسك. انظر ص ٢١١ ج ٢ تحفة الأحوذي.
(٢) ص ٧٤٤ ج ١ - الفجر المنير.
(٣) انظر رقم ٢٧١ ص ١٩٢ ج تكملة المنهل العذب (التحصيب) وباقي المراجع بهامش ١ ص ١٩٣ منه. و (تقاسموا أي تحالفوا. وقد فسره الزهري بقوله: وذلك أن قريشا الخ (حتى يسلموا) بضم فسكون (رسول الله) إلى قريش. ليقتلوه وذلك أنه لما جهر النبي صلى = =الله عليه وسلم ومبالغته في ذلك وعدم ردهم إلى قريش كطلهم , كبر ذلك عليهم جدا وأجمعوا على مقاطعة بني هاشم وبنى المطلب مقاطعة تامة في البيع والشراء والنكاح والمخالطة والصلح ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله للقتل. وفي ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة سنة ٦١٧ ميلادية كتبوا بذلك صحيفة علقوها بجوف الكعبة توكيدا لأمرها. كتبها منصور بن عكرمة ابن عامر أو غيره فشلت =