للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خفيفتين يُعَلِّم الناس فيهما المناسِكَ التي من زوال يوم عرفة إِلى ظهر يوم الحادي عشر، (ثم يُصَلِّى) بالناس الظهر والعصر جامِعاً بينهما بمسجد نَمِرَة بأَذانٍ وإِقامةٍ للظهر وأُخرى للعصر، ويُكْرَه التنفُّل بينهما.

(وبعد) الصَّلاة يذهبُ الحجَّاجُ إِلى الموقف في سطح جبل الرحمة عند الصَّخرات فيقفون رُكباناً مع الإِمام بوضوءٍ أَوْ غُسْل وهو السُّنة، وعرفات كلها موقف إِلاَّ بطن عُرَنة، والأَفْضَل الوقوف عند الصَّخرات موقف النبي صلى الله عليه وسلم أَوْ بالقرب منها، ويستقبلُ الإِمامُ القِبْلَةَ رافعاً يديه حامداً مُهَلِّلاً مُكَبراً مُصَلِّياً على النبي صلى الله عليه وسلم، داعِياً ربه باجتهاد وحضور قلبٍ ويقفُ الناسُ خلف الإِمام مستقبلين القِبْلَة ويجتهدون في الدُّعاءِ، ويُلَبُّونَ وَقْتاً بعد وقت ويَدْعُو كلٌّ بما في نفسِه، فإِنه وقت إِجابة الدعاءِ وإِفاضة الخير من الجواد الكريم (وبعد) غروبِ الشمس يُفِيضُ الحجَّاجُ مع الإِمام ماشِياً كلٌّ على مَهَل سائرين من الطريق المأْزمين إِلى مزدلفة مُكثِرين من الذِّكْر والتلبية.

(ويُسْتَحَبُّ) النزول بقرب جَبَل قُزَح وهو المشعر الحرام، ويقول عند دخولها: اللَّهُمَّ هذا جَمْعٌ أَسْأَلك أَن تُصْلح لي دِيني وذُرِّيتي وتَشْرَح لي صَدْرِي وتُطَهِّر قلبي وترزُقني الخير كله وأَن تَقِيني مِنَ الشَّرِّ كُلِّه إِنَّكَ وليّ ذلك والقادِر عليه، ويُكْثر من الاستغفار، ويُصَلِّي بمزدلفة المغربَ والعشاءَ في أَول وقتها بأَذانٍ وإِقامتين، ويبيت بمزدلفة ليلةَ النَّحْر، فإِذا طلع الفجرُ صَلَّى الصُّبْحَ مُبَكِّراً، ثم يتوجه إِلى المشعر الحرام ويقف مستقبلاً رافعاً يديه حامداً مبكراً مهللاً ملبياً مُصَلِّياً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دَاعِياً بنحو: اللَّهُمَّ كما وَفَّقْتَنَا فيه وأَرَيْتَنَا إِيَّاه فَوَفِّقْنَا لذِكْرِك كما هديتنا