للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي النبي صلى الله عليه وسلم ويَدْعٌو كثيراً رافعاً يديه حِذْوَ مَنْكِبيه، مستغفراً لنفسه ولأَبويه والمؤمنين، ثم يَرْمي الجمرة الوسطي بسبع حصياتٍ متفرقاتٍ يُكَبِّرُ مع كل حصاةٍ، ثم ينحَدِر ذات اليسار مَّما يلي الوادي، فيقف مستقبلَ القبلة رافعاً يديه، يَدْعُو قريباً من وقوفه عند الجمرة الأُولى، ثم يأَتي جمرة العقبة وبرميها من بطن الوادي بسبع حصياتٍ يكبِّر مع كل حصاةِ وينصرف ولا يقف عندها للذكر والدعاءِ، ثم يرمى الجِمار الثلاث في اليوم الثاني عشر من ذِي الحجَّة بعد الزَّوال كما رمى في اليوم السابق.

(ثم) هو مخير، إن شاء رجع إلى مكة قبل غروب الشمس أو قبل طلوع فجر اليوم الثالث عشر أو أقام ورمى فيه الجمار الثلاث من بعد الزوال كما رمي فيه اليومين قبله (ومن كان) مريضا لا يستطيع الرمي يوضع في يده الحصى ويرميها أو يرمي عنه غيره.

(فإذا) فرغ من الرمي ونزل إلى مكة استحب له النزول بالمحصب، ويصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويهجع هجعه ليلة الرابع عشر، ثم يدخل مكة، فإذا أراد السفر منها، طاف طواف الوداع سبعة أشواط بلا رمل فيه ولا سعي بعده، ويصلي ركعتين، ثم يأتي زمزم ويستقي منها بنفسه ويشرب من مائها مستقبلا متنفسا ثلاث مرات داعيا بما مر.

(ثم يأتي) الملتزم فيضع صدره وبطنه وخده الأيمن عليه، ويبسط يديه على جدار الكعبة متعلقا بأستارها مجتهدا في الدعاء بما أحب باكيا أو متباكيا تحسرا على فراق البيت قائلا: اللهم إن البيت بيتك والعبد عبد: ، حملتي على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك وأعنتني على قضاء مناسكك، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمن على الآن قبل أن أنأى عن بيتك، هذا أو أن