منه، وفعل مثل ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام من أهدى وساق الهدى من الناس. أخرجه الشيخان، وأبو داود والنسائي والبيهقي (١). {٢٦٨}
... (دل) على أن التمتع الذي ساق الهدى لا يتحلل حتى يذبحه يوم النحر. وبه قال الحنفيون والحنبليون (وقالت) المالكية والشافعية: يتحلل المتمتع مطلقا بعد أدائه أعمال العمرة ويذبح المهدي هديه عند المروة، لأنه متمتع أتم أعمال العمرة فيتحلل منها كمن لم يكن معه هدى. (وهذا) قياس مع النص فلا يعول عليه. فالراجح الأول.
ما يبطل التمتع: تقدم أن من لا هدى معه يبطل تمتعه عند الحنفيين بعوده إلى بدله وكذا من معه الهدى عند محمد لوجود الإلمام وإن لم يكن صحيحا.
... (وقال) أبو حنيفة وأبو يوسف: لا يبطل تمتعه بعوده لأهله بعد العمرة، لأن سوق الهدى يمنعه من التحلل فكان إلمامه غير صحيح. (وقال) مالك: إن رجع المتمتع مطلقا إلى مصره أو إلى أبعد منه بطل تمتعه وإلا فلا.
... (وقال) الشافعي: إن رجع إلى الميقات بطل تمتعه فلا دم عليه.
... (وقال) أحمد: إن سافر بين العمرة والحج سفر قصر بطل تمتعه وإلا فلا.
... (فائدة) حاضروا المسجد الحرام- عند الحنفيين- هم أهل المواقيت، فمن دونهم إلى مكة، وهو قول الشافعي في القديم (وقال) مالك: هم أهل مكة (وقال) الشافعي في الجديد وأحمد: هم أهل الحرم ومن بينهم
(١) أنظر رقم ٨٣ ص ٩٠ ج ١ تكملة المنهل العذب (القرآن) وباقي المراجع بهامش ٣ ص ٩٥ منه. و (خب) أي رمل وأسرع في المشي (وأفاض) أي نزل إلى مكة فطواف الركن.