للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وثمرة أدائها) سقوط الطلب والبعد عن المخالفات فى الدنيا، ونيل الثواب في العقبى، قال تعالى {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (١). (وعن أبى أُمامة) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الله ربكم وصلُّوا خمسَكم، وصوموا شهرَكم، وأدّوا زكاةَ أمواِلكم، وأطيعوا ذا أمْرِكم، تدخلوا جنة ربكم " أخرجه البيهقى والترمذى وقال حسن صحيح (٢) {٦}

هذا. وقد اختلفوا فى صلاته صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء. فقال جماعة: إنّ النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن عليه الصلاة مفروضة قبل الإسراء إلا ما كان أُمر به من صلاة الليل على نحو قيام رمضان من غير توقيت ولا تحديد ركعات معلومات. وكان صلى الله عليه وسلم يقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفَه وثلثَه، وقام معه المسلمون نحواً من حول حتى شقّ عليهم ذلك فأنزل الله التخفيف فى ذلك. فنسخه فضلا من رحمة. فلم يبق فى الصلاة فريضة إلا الخَمس. قال ابن عبد البر (وقال) ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسيره: قم الليل يعنى قم الليل كله إلا قليلا منه، فاشتدّ ذلك على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، وقاموا الليل كله ولم يعرفوا ما حدّ القليل، فأنزل الله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً} فاشتدّ ذلك أيضاً عليهم وقاموا حتى انتفخت أَقدامهم. ففعلوا ذلك سنة فأنزل الله ناسختها فقال: {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ} يعنى قيام الليل من الثلث والنصف. وكان


(١) سورة العنكبوت: آية ٤٥
(٢) انظر ص ٤١٦ ج ١ تحفة الأحوذى (فضل الصلاة).