للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألم أقل لك تنهى هذا المصلى عما يفعل؟ فقال هو الخليفة عمر بن عبد العزيز.

قال أذهب إليه وقل له ما أخبرتك به. فذهب إليه فقال له: إن سعيداً يقول لك: إما أن تخفض من صوتك وإما أن تخرج من المسجد. فخفف فى صلاته. فلما سلم منها أخذ نعليه وخرج من المسجد (١).

ولا يخفى عليك تحريفهم لأسماء الله تعالى، وهو من الإلحاد فى الدين، وتهويشهم على من كان نائماً إلى يغر ذلك. ومع هذا يعطون أجراً من مال الوقف لمن يقوم بهذه التهويشات. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

(قال) أبو الفضل الألوسى فى تفسير آية {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ}: يطلب صيانة المساجد مما لم تبن له فى نظر الشارع كحديث الدنيا. ومن ذلك الغناء على مآذنها كما هو معتاد الناس اليوم. لاسيما بالأبيات التى غالبها هجر من القول. وقد روى عنه عليه الصلاة والسلام: " الحديث فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل الهيمة الحشيش (٢) " وهذا فى الحديث المباح فما ظنك بالمحرم مطلقاً أو المرفوع فوق المآذن (٣) (وقال) الحافظ ابن حجر: ما أحدث من التسبيح قبل الصبح وقبل الجمعة ومن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ليس من الأذان لا لغة ولا شرعا (٤) (وقال) فى الإقناع وشرحه: وما سوى التأذين قبل الفجر من التسبيح والنشيد ورفع الصوت بالدعاء ونحو ذلك فى المآذن أو غيرها، ليس بمسنون. وما أحد من العلماء قال


(١) انظر ص ١١١ ج ٢ - مدخل الشرع الشريف (النهى عما أحدثوه بالليل).
(٢) كذا فى الكشاف وهو كذب وذكره القارى فى الموضوعات. وقال العلامة العجلونى: والمشهور على الألسنة. الكلام المباح فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب انظر ص ٣٥٤ ج ١ - كشف الخفاء.
(٣) انظر ص ٢٨٤ ج ٣ روح المعانى.
(٤) انظر ص ٩٢ ج ٢ - فتح البارى (ما يقول إذا سمع المنادى).