{الرحمن على العرش استوى}(٥) طه - بصرفها عن ظاهرها. وهو الاستقرار والجلوس. وكذلك سائر المتشابهات من الآيات والأحاديث (وقال) أيضا فى تفسير قوله عز وجل (ءأمنتم من فى السماء) قال ابن الخطيب: هذه الآية لا يمكن اجرؤاها على ظاهرها باتفاق المسلمين، لأن ذلك يقتضى احاطة السماء به من جميع الجوانب، فيكون أصغر منها. والعرش أكبر من السماء بكثير. فيكون حقيرا بالنسبة الى العرش وهو باطل بالاتفاق. ولأنه قال {قل لمن ما فى السموات والأرض؟ قل لله}(١٣) الأنعام. فلو كان فيهما لكان مالكا لنفسه. فالمعنى اما من فى السماء عذابه. واما من فى السماء سلطانه وملكه وقدرته، كما قال الله تعالى {وهو الله فى السموات وفى الأرض}(٣) الأنعام. فان الشئ الواحد لا يكون دفعه فى مكانين. والغرض من ذكره السماء تفخيم فى شرح صحيح البخارى فى تفسير الاستواء على العرش: قالت المجسمة: معناه الاستقرار. وهو قول فاسد، لأن الاستقرار من صفات الأجسام. ويازم منه الحلول والتناهى وهو محال فى حق الله تعالى ولائق بالمخلوقات اهـ.
(وقال) العلامة النووى فى شرح صحيح مسلم: مذهب السلف فى أحاديث الصفات أنه يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى مع اعتقادنا أن الله ليس كمثله شئ وأنه منزه عن التجسم والانتقال والتحيز فى جهة وعن سائر صفات المخلوق اهـ (وقال) القاضى عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبه فقيههم ومحدشهم ومتكلمهم ومجتهدهم ومقلدهم، أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى كقوله تعالى:{ءأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم اهـ (وقال) العلامة الأبى فى شرح صحيح مسلم. قال القاضى عياض: لم يختلف المسلمون فى تأويل ما يوهم أنه