للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومن الآيات المتشابهات) قوله تعالى: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون


= الاتي وفيه الكفاية لمن اتبع الحق وانصف: اعلم ان مذهب الفرقة الناجية وما عليه اجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها فى جميع سمات الحدوث ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان دلت على ذلك البراهين القطعية فان كونه فى جهة يستلزم قدم الجهة أو المكان وهما من العالم - وهو ما سوى الله تعالى - وقد قام البرهان القاطع على حدوث كل ما سوى الله تعالى باجماع من أثبت الجهة ومن نفاها ولأن المتمكن يستحيل وجود ذاته بدون المكان مع أن المكان يمكن وجوده بدون المتمكن لجواز الخلاء فيلزم امكان الواجب ووجوب الممكن وكلاهما باطل ولأنه لو تحيز لكان جوهرا لاستحالة كونه عرضا ولو كان جوهرا فاما أن ينقسم واما الا ينقسم وكلاهما باطل فان غير المنقسم هو الجزء الذى لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء - تعالى الله عن ذلك علوال كبيرا - والمنقسم جسم وهو مركب .. والتركيب ينافى الوجوب لذاته غنى عن كل ما سواه مفتقر اليه كل ما عداه سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير هذا وقد خذل الله أقواما أغواهم الشيطان وأذلهم اتبعوا أهواءهم وتمسكوا بما لا يجدى فاعتقدوا ثبوت الجهة تعالى الله عن ذلك هلوا كبيرا واتفقوا على أنها جهة فوق الا أنهم افترقوا (فمنهم) من اعتقد أنه جسم مماس للسطح العلى من العرش. وبه قال الكراميةاليهود وهؤلاء لا نزاع فى كفرهم (ومنهم) من أثبت الجهة مع التنزية وأن كونه فيها ليس ككون الاجسام وهؤلاء ضلال فساق فى عقيدتهم واطلاقهم على الله ما لم يأذن به الشارع. ولا مرية أن فاسق العقيدة أقبح وأشنع من فاسق الجارحة بكثير سيما من كان داعية أو مقتدى به (وممن نسب) اليه القول بالجهة من التأخرين أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية الحنبلى. وقد انتدب بعض تلامذته للذب عنه وتبرئته مما نسب اليه وساق له عبارات أوضح معناها وأبان غلط الناس فى فهم مراده واستشهد بعبارات له أخرى صريحة فى دفع التهمة عنه وأنه لم يخرج عما عليه الاجماع وذلك هو المظنون بالرجال لجلالة ورسوخ قدمه. وما تمسك به المخالفون عليه وما تمسكوا به ظواهر =