للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله يد الله فوق أيديهم) (١٠) الفتح (والسماء بنيناها بأيد) (٧) الذرايات.


= آيات وأحاديث موهمة كقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقوله (اليه يصعد الكلم الطيب) وقوله (تعرج الملائكة والروح اليه) وقوله (ءأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض) وقوله (وهو القاهر فوق عباده) وكحديث " أنه تعالى ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ " وكقوله للجارية الخرساء (١) أين الله؟ " فأشارت فى السماء " حيث سأل بأين التى للمكان ولم ينكر عليها الاشارة الى السماء بل قال: انها مؤمن (ومثل) هذه يجاب عنها بأنها ظواهر ظنية لا تعارض الأدلة القطعية اليقينية الدالة على انتفاء المكان والجهة. فيجب تأويلها وحملها على محامل صحيحة لا تاباها الدلائل والنصوص الشرعية اما تأويلا اجماليا بلا تعيين للمراد منها كما هو مذهب السلف، واما تأويلا تفصيليا بتعيين محاملها وما يراد منها كما هو مذهب الخلف كقولهم: ان الاستواء بمعنى الاستيلاء كما فى قول القائل:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق
وصعود الكلم الطيب اليه قبوله اياه ورضاه به لأن الكلم عرض يستحيل صعوده. وقوله من فى السماء أى أمره وسلطانه أو ملك من ملائكته موكل بالعذاب، وعروج الملائكة والروح اليه صعودهم الى مكان يتقرب اليه فيه، وقوله: فوق عبادة أى بالقدرة والغلبة فان كل من قهر غيره وغلبيه فهو فوقه أى عال عليه بالقهر والغلبة كما يقال: أمر فلان فوق فلان أى أنه أقدر منه وأغلب. ونزوله على سبيل التمثيل وخص الليل لانه مظنة الخلوة والخضوع وحضور القلب، وسؤاله للجارية (بأين) استكشاف لما يظن به اعتقاده من أينية المعبود كما يعتقده الوثنيون. فلما أشارات الى السماء فهم أنها أرادت خالق السماء فاستبيان أنها ليست وثنية وحكم بايمانها. وقد بسط العماء فى مطولاتهم تأويل كل ما ورد من أمثال ذلك عملا بالقطعى وحملا للظنى عليه فجزاهم الله عن الدين وأهله خير الجزاء وان العجيب أن يدع مسلم قو جماعة المسلمين وأئمتهم ويتمشدق بترهات المبتدعين وضلالتهم. أما سمع قول الله تعالى (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) فليتب الى الله تعالى من تلطخ بشئ من هذه القاذورات ولا يتبع =
ــ
(١) كذا قال العلامة عضد الدين عبد الرحمن فى المواقف. ولم تر كونها خرساء لغيره وظاهر الحديث يرده أنها قالت (فى السماء) وقالت: أنت رسول الله.