للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأغفر له؟ أخرجه مالك والخمسة الا النسائى (١) {١٨}.

وهو مصروف عن ظاهره باجماع السلف. (قال) العلامة ابن جماعة فى كتابه " ايضاح الدليل " ما ملخصه: اعلم أن النزول الذى هو الانتقال من علو الى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه لوجوه: (الأول) أن النزول منصفات المحدثات، ويتوقف على ثلاثة أجسام. منتقل. ومنتقل عنه. ومنتقل اليه. وذا محال على الله تعالى. (الثانى) لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله، لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض شيئا فشيئا. فيلزم انتقاله فى سماء الدنيا ليلا ونهارا من قوم الى قوم، عوده الى العرش فى كل لحظة على رأى المجسمة القائلين بأنه تعالى ينزل بذاته ونزوله من العرش الى سماء الدنيا. ولا يقول ذلك ذو لب. (الثالث) أن القائل بأنه تعالى فوق العرش، وأنه ملأه، كيف يرى أن سماء الدنيا تسعه تعالى؟ وهى بالنسبة الى العرش كحلقة فى فلاة. فيلزم عليه أحد أمرين اما اتساع سماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه، أو تضاؤل الذات المقدسة عند ذلك حتى تسعها السماء ونحن نقطع بانقاء الأمرين. ولذا ذهب جماعة من السلف الى عدم بيان المراد من النزول مع قطعهم بأن الله منزه عن الحركة والانتقال. وذهب المؤولن الى أن المراد بالنزول هنا الاقبال بالرحمة والاحسان واجابة الدعاء (وقيل) فى الكلام مضاف مقدر والمعنى ينزل أمر ربنا أو ملك ينزل بأمره. وهو فى القرآن كثير منه قوله تعالى: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد) (٢٦) النحل. ومعلوم أن حامد الحنبلى المجسم: فى الحديث ما يتعالى الله عنه. وهو أنه ينزل من مكانه الذى هو فيه وينتقل. وأحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى برئ منه، ولقد تأذى


(١) ص ٣ ج ٢ تيسير الوصول (فضل الدعاء ووقته).